اتسعت مساحة التفاؤل النصراوي بعد انتصارين مدويين على الشباب في ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، أفضيا إلى بلوغ نصف نهائي المسابقة.

ومن حق النصر أن يتفاءل، وأن يحلم، لكن مشكلته أنه لم يتعلم كثيراً من دروس الماضي، وأنه كثيراً ما يكرر الأخطاء ذاتها، فيقع في المطبات ذاتها.

في كل مرة يحقق فيها النصر فوزاً، تقفز الإدارة والأجهزة المعاونة واللاعبون والجمهور شوطاً واسعاً بالأحلام.

وفي كل مرة ينسى الجميع منهجية السير خطوة خطوة سعياً لبلوغ القمة، فيذهلون عن منعرجات الطريق، وعن العوائق والمطبات فيه، لأن عيونهم تتعلق بعد أول انتصار بالقمة، وحينما لا تكون العيون على الطريق يسهل كثيراً التعثر فيها.

أمام النصر خطوتان في نصف النهائي، ومن ثم صعوبة النهائي، وحينما يركز النصر على أن يقطع كل خطوة بذاتها قبل التفكير في التي تليها، سيكون قادراً بما قدم من أسلوب فني أمام الشباب، وبما يمتلك من تعطش للمنصات، وبما لديه من رغبة أكيدة في أن يعود إلى قائمة المنافسين على الألقاب، أن يصبح رقماً صعباً، وأن ينتزع حصة من كعكة بطولات الموسم التي نأمل أن تتوزع على أكثر من فريق لتتسع دائرة القمة.

النصر يمتلك فرصة كبيرة، لكن الهدوء والتركيز أهم أسلحته للقبض عليها، ودونهما سيفرط فيها كغيرها.