ولا يفوتني ذكر تلك الشريحة التي اهتمت بالترفيه الشخصي والعائلي المستمر بشكل أسبوعي، دون اهتمام أو إدراك لآثار ذلك في المستوى الصحي المجتمعي. وجميعنا عشنا تجربة المرحلة الأولى التي انخفضت فيها نسبة الإصابات بعد مرور أشهر، وكان ذلك بسبب القرارات الشديدة والاحترازات، والعقوبات، ولكن بالانتقال للمرحلة الثانية والتي تم خلالها السماح للعودة للحياة الطبيعية بنسبة %70 «ولكن دون عقوبات محددة مع إهمال للاحترازات الوقائية»، ارتفعت نسبة الإصابات مرة أخرى «وهذا بسبب الوعي الزائف»!
فاضطرت الجهات المسؤولة للعودة مرة أخرى للمرحلة الأولى للأسف الشديد. وحيث إن الأغلبية تتمنى ألا تعود للمرحلة الأولى، فإنه لا بد من العمل على نشر «الوعي المعياري الأخلاقي» بين مختلف الطبقات، والذي يرتبط بمدى الشعور بالمسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين، والذي لن يتحقق بسهولة، لأنه بالرغم من قسوة وألم هذه الجائحة، التي عانت من آثارها دول العالم أجمع، إلا أن الشعور بالمسؤولية المجتمعية ما زال دون المستوى المطلوب، لذلك لا بد ألا نسمح باستمرارية وتمكّن الوعي الزائف من مختلف فئات المجتمع، وألا نستهين بأهمية تشديد العقوبات واستمرارها، منعاً لعودتنا للصفر لا سمح الله، حيث ستضيع الجهود الوطنية في مهب الريح «بسبب ضعف الإحساس بالمسؤولية المجتمعية وتفوّق المتعة الشخصية عليها بدرجات»!