نشرت الصحف أمس نفي وزارة الخارجية للتصريح المكذوب على لسان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، والذي تداولته مواقع مصرية إلكترونية حول قضية "الجيزاوي". وبتتبع مصدر الخبر عرف أن وكالة أنباء فارس الإيرانية هي مصدر التصريح الملفق. وسبحان الله، تأبى الأيدي الإيرانية العابثة إلا أن تفضح نفسها بتأجيج الأزمة بين السعودية ومصر خدمة لأطماعها السياسية في مصر بعد أن انتهت من العراق، لكن السؤال هو: هل تفضح إيران نفسها بما نشرته في وكالة أنبائها؟ وأنها مصدر للشائعة الملفقة حول مقاضاته بتهمة الإساءة للذات الملكية؟ فلا أستبعد أبدا سيناريو ضلوعها في القضية!

إن الأزمة السياسية بين مصر والسعودية ـ التي أتمنى أن تنتهي سريعا ـ تصب في مصلحة إيران، فهي تسعى لها منذ البداية، لافتعال أزمة سياسية بين البلدين، والآن هي تسعى لتأجيج الفتنة بنشر مزيد من الأكاذيب لإبقاء الفتنة مشتعلة، ولكن لماذا تفعل ذلك إيران؟

هذه الأزمة قد تكون محاولة منها لصرف المملكة عن اهتمامها الإنساني بالثورة في سورية، وصرف الرأي العام العربي والإسلامي إعلاميا عن جرائم النظام السوري اللاإنسانية، خاصة بعد نشر مقطع مصور عن دفن مواطن سوري حيا من قبل مجرمي النظام، وهو ينطق الشهادتين! كما أن الأزمة تزامنت مع إعلان خبر اتحاد إيران والعراق، فقد تكون محاولة لصرف الاهتمام عن قراءة ما يخبئه ذلك من سيناريوهات في المنطقة، ناهيكم أنه يتزامن أيضا مع المحاولات الإيرانية المستفزة في الجزر الإماراتية المحتلة، لتصعيد التوتر بالمنطقة. وهذا التوتر بما فيه من إشغال إعلامي حتما يصبُ في المصالح الصهيونية الإسرائيلية لشغل العالم العربي عن توسعاتها الاستيطانية غير المشروعة دوليا، وقد نشرت صحيفة الوطن بالأمس تقريرا حول مسألة العبث الإيراني الإسرائيلي في تأجيج الأزمة بين السعودية ومصر.

وأعود إلى قضية الجيزاوي..لا شك أن ضحالة الإعلاميين المصريين المتحولين ممن ينتهجون المدرسة الصحفية العاطفية تم اصطيادهم بها بسهولة لتناول شائعة غير موثقة لتأجيج الأمور! فهل يستيقظ هؤلاء قبل أن يروا دولتهم مختطفة من ولاية الفقيه الإيراني؟ والسؤال الذي أختم به المقال وأوجهه للمصريين: ما مدى احتمالية أن تكون المظاهرة ضد السفارة السعودية موجهة بأيد رخيصة الضمير ومأجورة من إيران؟ ألا يمكن أن هناك من اختبأ بين المتظاهرين وأججهم عاطفيا لمصلحة عدو مشترك للمصريين والسعوديين؟