استبشر أهالي العاصمة المقدسة خيرا عندما أعلنت أمانتهم عن تنظيم برامج واحتفالات لعيد الفطر المبارك، مستعيدين ذكرياتهم قبل 15 عاما عندما كان عمد الأحياء بمكة المكرمة ينظمون الاحتفال بالأعياد.

وتوقفت فرحة الأهالي وذكرياتهم في أول يوم للعيد بعد أن تكررت البرامج وخصصت الاحتفالات في مواقع محددة، كما غيبت البرامج المرأة ولم ترتق لذائقة الرجال وتشبع رغبة الأطفال.

ورغم ذلك، إلا أن الأهالي يجدون العذر للأمانة كونها تنظم الاحتفال لأول مرة، مستغربين غياب دور نحو 60 عمدة حي بالعاصمة المقدسة.

دون الطموح

وأكد عدد من أهالي العاصمة المقدسة أنها محرومة من احتفالات العيد السعيد أسوة بالمناطق والمحافظات الأخرى، ولذلك يتجه الكثير منهم إلى محافظة جدة أو إلى استراحات الأسماك على طريق مكة ـ جدة السريع للتنفيس عن أطفالهم وأسرهم، مشيرين إلى أن الاحتفالات التي أعلنت عنها الأمانة ليست إلا عروضا شعبية لم ترق إلى مستوى احتفالات العيد، مؤكدين أهمية تنظيم احتفالات في كل حي من الأحياء على أسس صحيحة.

وأوضح مشهـور بن عيد أن الاحتفالات بالـعيد السعـيد ينبغي أن "يخطط لها بشكل صحيح من حيث اختـيار مقارها والبـرامج الـتي تقام فيها، ولا تكون مجرد تجمعات للأسر التي تصدم بعروض مسرحية باهتة"، مشيرا إلى أن الأهالي استبشروا خيرا حينما أعلنت أمانة العاصمة المقدسة عن برامج للاحتفال بالعيد ولكنهم فوجئوا بأن الاحتفالات خصصت في مواقع محددة وبرامج مكررة، وأضاف: مناطق شرق العاصمة المقدسة محرومة من أي احتفالات، وكأنها سقطت من اهتمامات الأمانة، فكل الاحتفالات لم تخرج عن موقف حجز السيارات بطريق مكة ـ جدة السريع، ونادي الوحدة، وبرامج تتكرر في لكل ليلة (عروض شعبية ـ سيرك صيني).

تنظيم سيئ

وشدد أحمد الديلمي على أهمية إيجاد احتفالات بكل ما تعنيه الكلمة لا مجرد عروض ومسرحيات تتكرر في كل ليلة وتنظيم غير جيد، مشيرا إلى أهمية "تفعيل دور العمد بإلزام كل عمدة بتجهيز مقر في حيه وإعداد برنامج احتفالات بمشاركة الأهالي يلبي رغباتهم ويدخل البهجة والفرحة في نفوسهم"، مؤكدا أن البرامج التي أعدتها الأمانة هذا العام "أعدت بشكل ارتجالي ولم يجر إشراك الأهالي في إعدادها وهي أشبه بالبرامج التي تقيمها المتنزهات التي تسوق لبرامجها".

وبين مرزوق المطرفي أنه لم يسمع عن احتفالات أمانة العاصمة المقدسة بعيد الفطر المبارك، ولم يلمس أي مظاهر للعيد سوى في تزيين بعض الشوارع ببعض الفوانيس وعبارات التهاني بالعيد السعيد، مبينا أن الاحتفال يجب أن يدعم بـ"برامج تعد بطرق صحيحة ويشرك الأهالي في إعدادها لأن عادات الأهالي تختلف من حي إلى آخر"، متسائلا عن دور عمد الأحياء في مثل هذه المناسبات؟ وقال: هل يقتصر دورهم على أوراق التعريف التي تعطى للسكان؟.

غياب العمد

وانتقد كل من علي قائد ومحمد نور تركستاني غياب دور عمد الأحياء في احتفالات عيد الفطر المبارك، وقال قائد "لا دور للعمد في مثل هذه المناسبات في حين كان العمد القدماء يقيمون احتفالات كبيرة ومراكزهم عامرة بالمهنئين بالعيد السعيد"، وأضاف تركستاني "أن العمد الآن غير معروفين عند الأهالي بسبب عدم تواصلهم واستغلال مثل هذه المناسبات في التعرف على الأهالي والتعريف بهم"، مشددين على أهمية تفعيل دور العمد في مثل هذه المناسبة التي لا تتكرر إلا مرة كل عام وإلزام البلديات الفرعية بالتعاون مع العمد، وتخصيص أماكن للاحتفالات وتجهيزها بكل المسلتزمات.

فيما بين بسام بخاري وصالح الغامدي أنه قبل 15 عاما كان عمد الأحياء يقيمون احتفالات بعيد الفطر داخل الأحياء تشتمل على العديد من العروض الشعبية والأهازيج والمسابقات التي توزع من خلالها العديد من الهدايا على الأهالي والأطفال، وقال الغامدي "كانت هذه الاحتفالات فرصة لالتقاء أهالي الحي والتعارف فيما بينهم وتبادل التهاني بالعيد، ولكن الاحتفالات توقفت دون معرفة الأسباب ولو أعيدت هذه الاحتفالات وجرى تطويرها بصورة أفضل لكان ذلك أجدى وأفضل بدلا عن إقامة حفل واحد بطريق مكة ـ جدة السريع لا يحضره أكثر من 300 شخص من أصل مليون وخمسمئة ألف هم سكان العاصمة المقدسة".

احتفال حيين

ودافع عمدة بطحاء قريش إبراهيم شرقاوي عن دور نحو 60 عمدة في مثل هذه المناسبات، وقال "أقمت احتفالا كبيرا في أيام العيد بمركز الحي، واشتملت احتفالات أيام العيد على العديد من البرامج المنوعة الخاصة بالأطفال وعروض شعبية كبيرة ومسابقات عدة خصصت لها هدايا قيمة، وحظيت هذه الاحتفالات بإقبال كبير من الأهالي الذين وجدوا في هذه الاحتفالات فرصة كبيرة لتبادل التهاني مع بعضهم البعض وإدخال الفرح والسرور على نفوس الأطفال"، مشيرا إلى أنه دأب سنويا على إقامة هذه الاحتفالات بدعم وتشجيع ومؤازرة من الأهالي في الحي الذين يشكلون فريقا واحدا.

وبين العمدة الشرقاوي أنه يحرص على التواصل مع أهالي حيه ومشاركتهم الفرحة، وهذه الاحتفالات يلتقي فيها كل الأهالي كبارا وصغارا يتبادلون التهاني بالعيد كما لا ينسون طرح قضايا تخص حيهم لمناقشتها.

من جانبه أكد عمدة شعب عامر هيزع العبدلي أنه أقام احتفالات مصغرة داخل الحي لتبادل التهاني بالعيد السعيد، وقال "أقمت في رابع أيام عيد الفطر المبارك حفلا كبيرا دعي إليه كل العمد بالعاصمة المقدسة ورابغ وجدة والأهالي، واشتمل الحفل الذي أقيم عند بوابة مكة المكرمة على الألعاب الشعبية "المزمار ـ الخبيتي ـ الصهبة" التي شارك فيها العمد والأهالي، وكانت احتفالية كبيرة جدا عبر فيها المشاركون عن فرحتهم بالعيد السعيد".

وأشار العمدة العبدلي إلى أن مثل هذه الاحتفالات تخرج الأهالي من الأجواء الرتيبة التي يعيشونها أيام العيد نتيجة عدم وجود احتفالات منظمة بشكل جيد.

اجتهاد الأمانة

إلى ذلك، دافع أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار عن برامج الاحتفال بعيد الفطر المبارك، مبينا أن الأمانة اجتهدت وأعدت العديد من الفعاليات لإدخال الفرحة والسرور في نفوس الأهالي والمقيمين من خلال العروض الشعبية المعروفة عند الأهالي إضافة إلى "عروض للجاليات الأفريقية والهندية والمصرية والسيرك الصيني، علاوة على برامج خصصت للأطفال ومسابقات خصصت لها العديد من الهدايا"، مشيرا إلى أن الاحتفالات لم تقتصر على طريق مكة ـ جدة السريع بل كانت هناك احتفالات بنادي الوحدة وفي بعض البلديات الفرعية مثل بلدية العزيزية وبلدية العتيبية وبلدية العمرة.

وعن برامج الاحتفالات قال البار "اشتملت البرامج على أمسيات شعرية ومسرحيات هادفة خصصت للرجال فقط، والأمانة ترحب بكل المقترحات لتطوير هذه الاحتفالات في العام المقبل وإدخال العديد من الفقرات وإيجاد العديد من المواقع للاحتفال بالعيد السعيد".