وقدم في بداية المحاضرة الشكر والتقدير لأمير القصيم على إتاحته الفرصة لإقامة هذه الندوة، مشيراً إلى أهمية هذا العنوان، إذ إن شبكات التواصل الاجتماعي أهم مهدد وتحدٍ يواجهه مجتمعنا في هذا الوقت، مفيداً أن تأثيره على منظومة الأمن ليس الأمن التقليدي فحسب وإنما الأمن من منظور شامل وهو الأمن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، كاشفاً مدى خطورة مواقع التواصل الاجتماعي التي وصلت إلى 23 مليون مستخدم على مستوى المملكة بمعدل 67% من الشباب من إجمالي سكان المملكة الذين يستخدمون التقنية بنسبة 98%.
وبين الدكتور البشري، أن النسبة العظمى ممن يستخدمون وسائل التواصل من فئة الشباب، مشدداً على أهمية متابعتهم وتوجيههم التوجيه الأمثل للحد من إساءة استخدامها، مؤكداً أن خطورة مواقع التواصل الاجتماعي تكمن في أن المستخدم قد يكون مجهولا وقد يكون من خارج الحدود ومتخفيا ولا تعرف منه هل هو عدو أو صديق وهل هو ممن يتبع بيئة خصبة لنشر الأفكار الهدامة وارتباطها بالعصابات الإجرامية، لافتاً الانتباه إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير جداً على أمن الوطن وعلى الأمن القيّمي والأخلاقي، مستعرضاً العديد من الدراسات التي أثبتت أن إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تجلب العديد من المشاكل والسلبيات، معدداً أبرز مشاكل مواقع التواصل الاجتماعي ووقوع العديد من الشباب بالجرائم المستجدة والمستحدثة منها الشائعات والجرائم المالية والمخلة بالأمن الوطني والأخلاقي كالتحرش الجنسي والابتزاز والتنمر. وتطرق خلال الندوة إلى أبرز الحلول والأساليب العلاجية في المكافحة والصد لمشاكل التواصل الاجتماعي وطريقة الوقاية منها، لافتاً الأنظار إلى أن الدور لا يقتصر على الأجهزة الأمنية وجهات التحقيق والقضائية بل تقع المسؤولية على أفراد المجتمع جميعهم، مؤكداً أهمية إيجاد التنسيق الفعّال بين فئات المجتمع الأمنية وغيرها وإشراك المواطن في هذه المسؤولية، من خلال السعي لتحقيق رؤية المملكة 2030 في تعزيز العمل التطوعي والمشاركة الفعّالة من الشباب النشط في هذا المجال، لمعالجة مشاكل شبكات التواصل الاجتماعي، والاستفادة من قدراتهم وإمكانياتهم المتميزة للتعامل مع التقنية وشبكات التواصل الاجتماعي. وخرجت الندوة بأهمية إقامة ملتقى علمي يخرج بتوصيات ذات طابع عملي ويشارك فيه عدد من الجهات ذات العلاقة مثل الأجهزة القضائية والتربوية وغيرها مثل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي.