لي في مصر دراسات عليا، ونسب وقربى تحتم علي أن أزورها لأكثر من مرة شهريا منذ سنوات..حضرت أيام ثورتها ووقفت في لجان شعبية لحماية أحيائها ولي فيها أصدقاء أعزاء.. من يعرف مصر جيدا يعرف أنها في مرحلة سيولة سياسية، الصوت الأعلى في هذه المرحلة للغوغاء و"المسخناتية"، والمزاج العام حاد ومضطرب. سنة وثلاثة أشهر وأنا أسمع وأقرأ اتهامات ضد السعودية من قلة صوتها عالٍ وأهدافها معروفه، نالنا كل الاتهامات وتم شحن غريب للمشاعر في بعض الإعلام المصري مدفوعا من دول تريد زيادة نفوذها. وفي مصر يقولون: "السكوت علامة الرضا"، ونحن أطلنا السكوت والصبر فحسبه البعض رضا.. فتمادت القلة وسكت عنهم الأكثرية..وتطاولوا أكثر من مرة حتى جمعونا نحن وإسرائيل في قالب واحد وهاجموا سفارتينا في ليلة واحدة.. سَحْب السفير للتشاور هو قرار فيه من الحكمة والعتب الكثير.. نحن نحب مصر وهي الشقيقة الكبرى ولكن "للصبر حدود".

المجلس العسكري تحرك في اتجاه احتواء الأزمة وبدأ حزب الكنبة (الغالبية الصامتة) في التحرك واستنكار ما حصل ضد السفارة، وبدأت في اليومين الأخيرين عشرات المقالات التي تقدر المملكة في الصحف المصرية.

صحيح أنه تحرك متأخر، ولكنه بداية جيدة لتضميد جرحنا.. عاصفة من الحب بدأت تظهر وهذا ما نريده فقط؛ أن يبادلونا حبا بحب واحتراماً باحترام .أما "المسخناتية" وعلى رأسهم صاحب رواية يعقوبيان والحركة المشبوهة 6 أبريل فأقول لهم: انقلب ما تمكرون عليكم.. وبدأت أصوات شرفاء مصر في العلو صارخةً "إلا السعودية".