وأعدت إدارات التعليم لمعلمي اللغة العربية في المرحلتين، الابتدائية «الصفوف العليا» والمتوسطة، حقائب تدريبية تعنى بهذا الجانب مشتملة على تطبيقات للطلاب، ولضمان تطبيقها بالطريقة الصحيحة، وجهت إدارات التعليم معلمي التخصص في المرحلتين، بضرورة التدرب على آليات تنفيذ الحقائب وفق خطة قسم اللغة العربية لكل مكتب، على أن يتولى استكمال نماذج التنفيذ قائد المدرسة والرفع بها للمكتب.
الفهم القرائي
يوضح الباحث خالد مطلق العتيبي في دراسة حديثة بعنوان «مفهوم الفهم القرائي وأهميته، وعملياته، ومستويات مهاراته، ووسائل تطويره»، أن الفهم القرائي يعتبر عملية معقدة، تعتمد على الإدراك العقلي للمتعلم، وما يمتلكه من قدرات ومهارات ضرورية لعملية القراءة، وتفاعل بين المتعلم والنص، وتنوع استنتاجات النص المختلفة لكل متعلم، وذلك طبقاً لخلفيته السابقة بالموضوع المقروء، ودلالاته اللغوية، والقدرة على التحليل والاستنتاج، والتفكير المنطقي، وكذلك دافعية المتعلم نحو القراءة.
طبيعة عقلية
يشير العتيبي إلى أن مفهوم الفهم القرائي، لا يخلو من التطرق للطبيعة العقلية لعملية الفهم القرائي، والجانب البنائي للفهم، بالاعتماد على الخبرات السابقة للمتعلم، فهو عملية عقلية خاصة، يدرك فيها المتعلم المعنى المقترح من قبل كاتب النص، وتقويمه، واختيار المعنى الصحيح، وهناك مهارات مختلفة للفهم القرائي تقوم على مدى تفاعل المتعلم مع النص، فالنص يحتوي على الرسالة المراد إيصالها للمتعلم، والمتعلم لديه نظام معين للفهم، والتفاعل يحدث عن طريق الاستجابة بين الرسالة ونظام المتعلم، كما أنه عملية عقلية بنائية تفاعلية، يمارسها القارئ من خلال محتوى قرائي، بغية استخلاصه للمعنى العام للموضوع، ويستدل على هذه العملية من خلال امتلاك القارئ لمجموعة من المؤشرات السلوكية المعبرة عن هذا الفهم، ويتم هذا من خلال الدرجة التي يحصل عليها القارئ في اختبارات الفهم القرائي المعدة لهذا الغرض.
أهمية الفهم
يضيف العتيبي: إن الفهم القرائي هو الغاية من القراءة، وهو الهدف الذي يسعى له كل متعلم، وينشده كل معلم لتنميته بمستوياته المختلفة لدى تلاميذه. فالقارئ الذي يتمكن من مهاراته يحقق أهدافه التي يقرأ من أجلها، ويوسع من خبراته، ويزيد من مهاراته في اللغة، ومن ثراء معلوماته، ومن اتساع أفكاره. وهو ضروري للتلميذ ابتداء من دراسته الابتدائية، وحتى إنهاء تعليمه الأساسي، فكل مجال دراسي يعتمد على قدرة التلاميذ على القراءة ومعالجة النص، ويشدد على أن الفهم القرائي يعتبر هو الأساس الذي يبدأ منه التلميذ لتعلم واستيعاب موضوعات اللغة العربية، والمواد الدراسية الأخرى، بدرجات مختلفة، لذا تأتي تنمية مهارات الفهم القرائي كواحد من الأهداف الأساسية التي يسعى لتحقيقها المعلمون والمربون لتلاميذهم.
الضعف الدراسي
يعتبر العتيبي أن الضعف في الفهم القرائي، واحد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الضعف الدراسي لكثير من التلاميذ، ويؤثر على انفعالاتهم ونفسياتهم، وهو سبب رئيس للتأخر الدراسي، فهو يؤثر على صورة الذات لدى التلميذ، وعلى شعوره بالكفاءة الذاتية، بل قد يقوده التأخر الدراسي إلى القلق، وانحسار تقدير الذات. وفي هذا المنحى يعتبر ضعف القدرة على قراءة المسألة الرياضية وفهمها، يعيق المتعلم عند حلها ويقلل من تحصيله فيها، لذا لابد من تكثيف التدريب على مهارات الفهم القرائي، ليتسنى للتلاميذ تحقيق التقدم، والتفوق في كافة المراحل الدراسية، حيث إن الفهم القرائي له أهمية كبيرة في العملية التعليمية، حيث انتقل التقويم من التركيز على الحفظ والتسميع، إلى قياس مستويات الفهم، مما يتطلب التدرب على مهاراته، والتدرب على النقد والتحليل والتفسير.
عمليات الفهم القرائي
الفهم كعملية تحصيل معلومات
فحص وتأمل وتفكير في المعلومات المكتسبة
قبول أو رفض الرسالة التي يرسلها النص المقروء بعد فهمه
مكونات الفهم
بعد أفقي «يتناول فهم الكلمة والجملة والفقرة والأفكار العامة»
بعد رأسي «الفهم الحرفي المباشر والاستنتاج والنقد»
5 عمليات للفهم القرائي
01 جزئية
02 تكاملية
03 كلية
04 مكملة
05 ما وراء المعرفة