حث رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا محمود جبريل، بلدة بني وليد التي ترفض الاستسلام للثوار حتى الآن، على أن "تظهر وجهها الحقيقي للعالم وتدخل تاريخ ليبيا". واستؤنفت المحادثات الرامية لإنهاء الأزمة حول البلدة المحاصرة حيث خرج زعماء قبليون للقاء مفاوضين من المجلس الوطني الانتقالي الحاكم. وخرج أربعة زعماء قبليين أمس لمقابلة المفاوضين في مسجد صغير يقع على مسافة نحو 40 كيلومترا شمالي البلدة. وقال الصديق بن دلة أحد مفاوضي المجلس الوطني الانتقالي بعد المحادثات التي استمرت ساعتين إنهم ينتظرون الآن إجابتهم وحالما يتم الحصول عليها ستدخل قوات المعارضة البلدة بشكل سلمي.

وأضاف أن الزعماء كانوا سعداء جدا بما سمعوه وأنهم سينقلون الآن الرسالة إلى الجانب الآخر. وأعلن كلا الجانبين شروطهما في المحادثات. وقدم مفاوضو المجلس تطمينات بأنه لن يكون هناك قصاص من أنصار القذافي الذين يبقون في البلدة. وقال الزعماء القبليون إنه يتعين على قوات المعارضة أن تدخل البلدة بطريقة منضبطة.

وقال زعيم قبلي إن السرعة التي ستعود بها الخدمات العامة إلى بني وليد مهمة وستساعد على طمأنة المواطنين. وفي بادرة عكست إصرار المجلس الوطني الانتقالي على التوصل لحل سلمي انضم جبريل إلى المحادثات عبرالهاتف وتعهد باستئناف إمدادات الغذاء والماء والكهرباء إلى البلدة مع حماية المدنيين.

إلى ذلك نفت النيجر وصول قافلة برية تضم العقيد الليبي معمر القذافي وأحد أبنائه إلى النيجر، فيما دعا سكان العاصمة طرابلس لعدم تمكين العقيد من الهرب ومحاكمته في نهاية المطاف بليبيا. وقال وزير خارجية النيجر محمد بازوم أمس "هذا ليس صحيحا، لا يجري الحديث عن القذافي ولا أعتقد أن القافلة بالأهمية التي أعطيت لها". وكان مصدرعسكري نيجري أكد سابقا أن قافلة كبيرة من السيارات المدنية والعسكرية آتية من ليبيا مساء الاثنين الماضي دخلت مدينة أغاديز بشمال النيجر متوجهة إلى العاصمة نيامي، مشيرا إلى "شائعات" تتحدث عن احتمال وجود القذافي وأحد أبنائه في القافلة. وأوضح بازوم "الحقيقة أن بعض الشخصيات غير القيادية وصلت إلى النيجر لكن ليس بينهم أشخاص من القيادة أو حتى القذافي وأبناؤه".

وقلل الوزير النيجري من أهمية الخبر بقوله "يتعلق الأمر في الحقيقة بشخص واحد أو بالأحرى باثنين، وهما مسؤولان من التلفزيون الوطني، كما تعرفون المناصب في النظام السابق معقدة جدا". وحول احتمال لجوء القذافي إلى النيجر قال بازوم إنه لا يملك صلاحية الرد على ذلك لكنه قال إن "وجود القذافي في النيجر قد يخلق بعض المشاكل". وفي المقابل أكد موسى إبراهيم المتحدث باسم نظام القذافي أن الزعيم الليبي الفار يعمل على "التخطيط والتنظيم. وقال إن معمر القذافي "بصحة ممتازة" و"يخطط وينظم" من أجل الدفاع عن ليبيا، متعهدا بـ"الجهاد حتى الموت أو النصر". وقال أحد سكان طرابلس ويدعى محمود إن الشعب لا يريد عبور القذافي إلى النيجر بل يريد اعتقاله في ليبيا لكن المعلومات عن فراره إلى هناك غير صحيحة.وفي سوق للخضر بوسط طرابلس قال رضا مينال إنه لا يهتم بأي بلد فرإليه القذافي معربا عن ثقته في أنه سيعاد إلى ليبيا ليقدم للمحاكمة. ومن جهته أعلن متحدث باسم حلف الأطلسي أن الحلف لا يتعقب "قادة النظام الليبي السابق الفارين". وقال المتحدث العسكري باسم الحلف الكولونيل رولان لافوا "مهمتنا هي حماية السكان المدنيين في ليبيا وليس تعقب واستهداف آلاف الفارين من قادة النظام السابق والمرتزقة والقادة العسكريين والنازحين". ولم يؤكد الحلف الذي نفى مرارا استهداف القذافي وغيره من مسؤولي النظام، كما لم ينف معرفته بأمر القافلة. وقال لافوا إن "الحلف يتلقى باستمرار تقارير ومعلومات من مختلف المصادر بخصوص أسلحة وعربات وحتى قوافل من العربات التي تتحرك داخل ليبيا". وأضاف "نحن لا نتحدث عن المعلومات الاستخباراتية والاستطلاعية التي نجمعها، ولكننا نعلن عن التحركات التي نتخذها بشأن أي شيء يشكل تهديدا على السكان المدنيين". وأضاف أن مقاتلات الحلف دمرت قافلتين ضخمتين تابعتين للنظام هددت المدنيين خلال الأسبوعين الماضيين.