"التحرير من القمع، الإنسان والطبيعة، القضايا التربوية"، ثلاثة عناوين رئيسة تمثل محاور المنتدى الدولي الذي تعقده منظمة اليونسكو بباريس، في إطار إطلاق المنظمة لبرنامجها "رابندرانات طاغور وبابلو نيرودا وإيميه سيزير: من أجل منظور عالمي يسوده الوئام". كما تنظم اليونسكو نشاطات أخرى للاحتفال بالشعراء الثلاثة الذين ساهموا في تعزيز القيم الإنسانية.
وقالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، التي تفتتح المنتدى في الثالث عشر من الشهر الجاري: على الرغم من الاختلافات في الأمكنة الجغرافية والمناخات الاجتماعية والسياسية التي عاشوا فيها، إلا أن كلا من طاغور(الهند) ونيرودا (تشيلي) وسيزير(جزر المارتينيك) قد دافع بأسلوبه وعلى طريقته عن القيم الإنسانية، كما أعربوا جميعا عن رغبة في التحدث باسم الذين لا صوت لهم، لذا تميزت أعمالهم بتحد للعلاقات القائمة بين السائد والمسود ـ سواء أكان ذلك في إطار الاستعمار أم الفاشية أو العنصرية ـ مما أضفى على رسالة كل منهم طابعا كونيا وإنسانيا عالميا.
وكان برنامج رابندرانات طاغور وبابلو نيرودا وإيميه سيزير: "من أجل منظور عالمي يسوده الوئام"، الذي يهدف إلى ترويج مشاريع الترجمة والتحرير والنشر والإبداع ذات الصلة مع هؤلاء المؤلفين الثلاثة، قد أطلق في أعقاب السنة الدولية للحوار بين الثقافات 2010، كما يهدف البرنامج إلى تسهيل نشر وتكييف رسالتهم. وقد تقرر منذ البداية أن من ينفذ هذه النشاطات هم الدول الأعضاء والمؤسسات العامة أو الخاصة.
ويشارك في المنتدى عالم الاجتماع، الفيلسوف الفرنسي إدجار موران، والكاتب الشاعر الجوادلوبي دانييل ماكسيمين، والكاتب الهندي أنانتامورثي، والكاتب التشيلي خورخي إدواردز.
من جهة أخرى وفي السياق نفسه، تنظم اليونسكو من خلال وفدي بنجلاديش والهند الدائمين لدى المنظمة في اليوم السابق لافتتاح المنتدى حفل تكريم خاصا بطاغور، ويمثل الحفل جزءا من الاحتفالات بالذكرى المئة والخمسين لميلاد طاغور، ويشتمل على أمسية ثقافية، وأغان وقراءات شعرية ورقصات تراثية وفلكلورية.
ولا يغيب عن المنتدى أن سيزير جرى تكريمه هذا العام، حيث نقلت فرنسا في بدايات أبريل من العام الحالي رفات الشاعر المارتينيكي إيميه سيزير إلى مقبرة العظماء، وحضر الحدث حينها عدد كبير من الشخصيات السياسية في مقدمتهم الرئيس نيكولا ساركوزي فضلا عن وزراء ثقافة قدامى إلى جانب مسؤولي بلدية بور دوفرانس التي كان سيزير عمدتها لمدة 56 عاما.