وهو مدينة عصرية حديثة ومن دون مغالاة، نستطيع أن نسميه أثمن درة جمالية في مشروع «نيوم»، ضمن رؤية ولي العهد 2030، وقد وصف الحدث بأنه «ثورة حضارية للإنسان»، وهذا الأمر يؤكد ما أشار إليه ولي العهد في مرات كثيرة سابقة من أن التصور الواسع والأكيد للقيادة السعودية الشابة، يتمحور حول ترقية الإنسان فهو القضية وهو الحل. الاهتمام بالإنسان أولا في كل شيء.
وأن خروج المشروع إلى العلن على هذا النحو المبهر الذي رأيناه لم يكن وليد اللحظة، وإنما جاء كخلاصة تحضير وتخطيط عبر ثلاث سنوات مضت، الأمر الذي يفيد بأن اليد القابضة على المستقبل في المملكة، تعمل بعزم وتفكر بحزم، وهي قادرة
على تحويل الأحلام إلى حقائق.
ذا لاين سوف تبقى علامة في الطريق إلى المستقبل، لا سيما أنها تظهر مقدرات الإنسان الذي خلقه الله جل وعلا واستخلفه في الأرض، ليجعل منها فردوسًا، وليس جحيمًا، لا سيما حين يستخدم مواهب العقل في تسخير الحجر لخدمة البشر، وتحويل الصحارى القاحلة إلى جنان خضراء ما يعزز من رفاهية المواطنين والمجتمع، من خلال التخطيط الحضري المتكامل والإدارة التي تستفيد من فوائد النظم البيئية، وتحمي هذه الأصول لأجل مصلحة الأجيال القادمة.
حين بدأ الإنسان إعمار الكون، كانت المعادلة متسقة بين البحث عن منافع للإنسانية من جهة، واحترام البيئة من جهة ثانية، غير أن هذا التوازن قد اختل، خاصة في المائة عام الأخيرة، حين تجاوز الإنسان الحدود المسموح بها في تعاطيه مع خيور الأرض، وخيل إليه أنه الحاكم الناهي، ولهذا تقلص الإنسان، واحتل المصنع والسيارة الحيز الواسع في المدينة، وتقلصت مساحات الحركة الإنسانية حتى يكاد شكل البشر يتغير خلال العقود القليلة المقبلة، فيما انبعاثات الكربون وارتفاع مستوى المياه، وتصحر الأراضي الزراعية، تتعاظم بشكل مخيف.
وقد أعلن ولي العهد أنه ستعتمد المدينة بالكامل على الطاقة النظيفة مع الحرص على تحقيق مستقبل إيجابي للكربون، وستكون خالية من المركبات والازدحام لتحافظ على 95% من الطبيعة في أراضي نيوم.
وبذلك، سوف يوفر مشروع ذا لاين 380 ألف فرصة عمل، وسيسهم بإضافة 180 مليار ريال إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.
وفق الله خادم الحرمين وولي عهده الى مافيه الخير والسداد.