اللامبالاة سلوك اجتماعي، قد يتسبب في مشاكل أسرية، لاسيما إذا كانت صفة تلازم أحد الزوجين، ويتوهم البعض أن اللامبالاة وسيلة للتخلص من ضغوط الحياة ومتاعبها، وقد يصل التوهم إلى أبعد من ذلك، وهو الشعور بأنه لا شيء في الحياة يستحق أن يبذل جهد من أجله.
تقول أم ياسر (معلمة وأم لسبعة أطفال) "اللامبالاة سلوك سلبي منفر، ويسبب لي ضغوطا كثيرة، خاصة عندما يكون متعلقا في التربية، فقد عانيت مرارا من زوجي اللامبالي، الذي لا يكترث لأي شيء يخص أسرته، فهو لا يهتم مثلا بمتطلبات المدرسة لأبنائي أو بناتي، وأنا من يوفر لهم جميع المتطلبات، مما يثير غضبي أحيانا، فتزداد المشاكل، وأحاول جاهدة إخفاءها، خوفا على مستقبل أبنائي، وحتى يستطيعوا العيش في جو أسري آمن".
في بعض الأحيان تتسرب اللامبالاة إلى أروقة العمل، حول ذلك تقول مديرة مجمع قليب خضر المدرسي جملا الشراري "الشخصيات في مجال العمل مختلفة لا تتشابه، لذا قد يجد المسؤول في بيئة العمل صعوبة في التعامل مع بعض الشخصيات خاصة الشخصية اللامبالية، أو بمعنى آخر الشخص الاتكالي الذي يعتمد على غيره في كثير من الأمور المتعلقة بالعمل".
وأضافت أن "الشخصية التي تتصف بهذا السلوك السلبي تؤثر وبلا شك فيمن يحيطون بها، وينعكس سلبا على العمل وإنتاجيته".
حول هذا الموضوع تقول اختصاصية التربية الأسرية مسفرة الغامدي "اللامبالاة سلوك خطر قد يهدد كيان الأسر، ويتسبب في عدم استقرارها، خاصة إذا ارتبط ذلك السلوك بأحد ركني الأسرة الأب أو الأم، أي الوالدين، فهما وحدهما من يحملان مشعل وراية المسؤولية التي تقود الأسرة إلى المستقبل الزاهر".
وتضيف أن "اللامبالاة أو بمعنى آخر عدم الشعور بالمسؤولية ليس الحل الأمثل لأي شخص للتخلص من الضغوطات الحياتية والهروب من عالم المسؤولية، لأن الاتكالية قد تتسبب حقيقة في تفاقم المشكلة، وهذا يؤدي إلى زعزعة كيان الأسرة، ويسهل لها الطريق للدخول إلى عالم من المشاكل التي لا تنتهي".
وعن دور الوالدين في مواجة اللامبالاة لدى الأطفال قالت الاختصاصية النفسية "في حال لاحظ الوالدان اتصاف أحد الأبناء بهذا السلوك، فلا بد من التدخل السريع من قبلهم، وذلك بالنصح والإرشاد والتوجيه، وتشجيع الأبناء منذ الطفولة على تحمل المسؤولية والقيام بالأعمال المنوطة بهم، وعدم الاتكالية في قضاء احتياجاتهم على الغير، لأن الاتكالية تتطور فيما بعد إلى دخول الفرد في عالم اللامبالاة، ذلك السلوك الذي يشكل وبالفعل أزمة كارثية تضر بالأفراد والأسر بكاملها، وتتسبب في انهيارها".