ومن خلال إعلان ولي العهد عن هذه المدينة المستقبلية بدأت الشركات المحلية والعالمية تعطي تصورها الذي رسمه ليكون طريقًا لحياة جديدة، ينظر لها العالم على أن كل شيء يمكن تحقيقه إذا وضعت الأسس والطموحات، وبدأ الجميع يعمل بتفان وإخلاص، وهذا ما يهدف إليه سمو ولي العهد عندما قال: «ستكون هذه المنطقة من العالم محط الأنظار، وستكون الحياة فيها مختلفة تمامًا»، فلا إنبعاث لهواء ملوث ولا عوادم للسيارات، تستطيع أن تقضي متطلباتك خلال دقائق، أبعادها تصل إلى 170 كيلو مترًا.
جاء التخطيط لها منذ ثلاث سنوات، وتخرج اليوم ليبدأ مشوار العمل الجاد بكفاءة وطنية شابة، تنضم إلى الشركات العالمية عبر منصة الذكاء الاصطناعي واستخداماته، وبطاقة نظيفة على مشروع الحزام الشمسي، أو ما يعرف بالطاقة الشمسية التي أعُلن عنها قبل عام ونصف، وهو مشروع الكفاءة الوطنية بتحقيق أكثر من 380 ألف وظيفة، وهو ما يحفز تحويل الصحراء إلى مدن ذكية، تجعل نيوم خلية عمل ناهضة، ومدينة من أفضل مدن العالم سكنًا وراحةً وجودة حياة، مدينة خالية من المركبات والازدحام، بعيدة عن التلوث البيئي والزحف العمراني والسكاني.
سوف نرقب جميعًا كيف تُضيف هذه المدينة تنوعًا اقتصاديًا، بإضافة إلى 180 مليار ريال إلى الناتج المحلي بحلول تحقيق الرؤية 2030، لقد شدد الأمير محمد بن سلمان، على كلمات لها دلالتها الواضحة والهامة عندما قال: «نحافظ على 95% من الطبيعة في أراضي نيوم، صفر سيارات، صفر شوارع، صفر إنبْعاثات كربونية»، كما ستعُطي هذه الرحلة الجميلة بعد قيامها- بإذن الله- أفقًا جديدًا لحياة يحرص سمو ولي العهد أن تكون جاذبة للسياحة والعمل المريح، إذ ستكون المجتمعات فيها مترابطة، سهلة التواصل الواقعي باعتمادها أيضًا على الطاقة النظيفة المتحققُة من سور الطاقة الشمسي المزمع إقامته في نيوم، كما تؤكد عليه رؤية المملكة.
أضف إلى هذا ما يراه المراقبون والمبدعون من إضافة جاذبة للمبدعين ورواد الأعمال والمستثمرين تتولاها الشركات المحلية وصندوق الاستثمارات العامة وجهود شركات عملاقة عالمية، لقد حرصَت القيادة بتوجهات خادم الحرمين الشريفين ألا تنقطع وتيرة العمل في مشاريع الرؤية بأشكالها المتعددة آمالا.. البحر الأحمر.. القدية.. نيوم العملاقة، وكل ناحية تراها تُسابق الأخرى، وصولاً إلى عام 2030 الذي معه تكون المملكة قد حققت أهداف رؤيتها برجل الإلهام الذي لا يحده إلا عنان السماء، كما قال سموه ذات يوم، ونحن مع سمو الأمير محمد بن سلمان، وجيل المستقبل يتطلعون إلى هذه المشاريع، أن تؤتي أكلها كل حين رفاهية لشعب المملكة وللمقيمين على أرض المملكة، بفضل الله وحرص سموه الذي جعل من الليل والنهار ورشة عمل لا تهدأ، وسباقًا مع الزمن حتى تُنجز هذه الأعمال- بإذن الله.