القدوة (هي التأثر بشخصية معينة وتقليدها والتأسي بها)، وهذه القدوة قد تكون حسنة أو سيئة. وقد أكدت الدراسات التربوية والنفسية أثر هذه الشخصية في التكوين النفسي والثقافي والاتجاه الفكري لكل فردٍ منا، خاصة أن الجميع قد مروا بنماذج حيّة في حياتهم منذ الطفولة إلى مرحلة الشباب. قد لا تقتصر على الوالديّن فقط في تأثيرهما، أياً كان نوعه بل قد تتعدد لنماذج أخرى. لذلك من الشواهد الحيّة على أثر القدّوة في مجال «الوعي الصحي» مثلاً، الذي حصل مؤخراً مع الإعلان عن بدء (اللقاح الأول لفيروس كورونا)، عندما ظهر للجميع أولاً وزير الصحة توفيق الربيعة، وهو يأخذ اللقاح، موجهاً رسالته للمواطنين والمقيمين بأخذ اللقاح لحمايتهم صحياً. وهو نموذج حيّ للقدوة المهنية والوطنية في مجاله المهم، ساهم بالتأثير والتشجيع لشريحة لا يستهان بها من العاملين في الكادر الصحي، وكبار السن، وذوي الأمراض المزمنة، والمناعة الضعيفة، رغم أن تلك الفترة تزامنت مع الكثير من الرسائل المُحبِطة والمُشككة في فعالية اللقاح، على الرغم من مجانيته بخلاف الدول المتقدمة الأخرى بمقابل رسوم لا يستهان بها، ولكن للأسف حاول أبطال الشائعات على المستوى المحلي إطلاق شائعاتهم في الظلام، بهدف الإساءة للإنجازات الحكومية الصحية، لكنها ولله الحمد قوبلت بالاستهجان والرفض، وتراجعت للخلف وبشدة عندما ظهر أيضاً للجميع ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله وهو يأخذ اللقاح، وحيث إنه النموذج الأقوى في التأثير لشريحة عظمى من المواطنين ارتفعت بعدها نسبة التسجيل في تطبيق صحتي بهدف أخذ اللقاح خمسة أضعاف المرحلة الأولى ولله الحمد.
وختامه مسك من حيث قوة أثر (القدّوة الوطنية) الأعلى تأثيراً عندما شاهدنا والد الجميع حفظه الله ورعاه (الملك سلمان بن عبدالعزيز) وهو يتلقى الجرعة الأولى من اللقاح بكل يسر وسهولة، لترتفع نسبة التسجيل في التطبيق وتتجاوز المليون، والإقبال ما زال في ازدياد ولله الحمد. هذه الإنجازات الوطنية التي عشناها جميعاً مدعاة للفخر والاعتزاز باهتمام حكومتنا الرشيدة، ضمن خطتها الوطنية لرؤية المملكة 2030 بتحقيق أعلى مستوى من جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين، وأن نتخذ من هذه الشواهد الحيّة التي قد لا تستوعبها العقول الصغيرة درساً يُستفاد منه على المستوى الشخصي والأُسري والاجتماعي في حياتنا، وأن نحقق لأبنائنا وأسرنا (القدوة الحسنة) في حياتهم، وألا نطالبهم بالنجاح والتميز، والتعامل الحسن، وهم يفتقدون لتلك الشخصية البناءّة ذات الأثر الحسن في حياتهم، لدور ذلك في تماسك وتميّز الوطن ونجاحه محليا وعالميا.