الثقة بين الناس في كثير من الأحيان أصبحت شبه معدومة لذا نطلب في أحيان كثيرة أن يحلف بالله. لا أدري لماذا البعض يتفاخر حين يقول أبشر ويضرب على صدره في تقديم خدمة لطالبها لكنه يختفي حين يحين موعد تقديمها. «لا خير في قول بلا فعل، ولا في منظر بلا مخبر، ولا في مال بلا جود، ولا في صديق بلا وفاء، ولا في فقه بلا ورع، ولا في صدقة إلا بنية، ولا في حياة إلا بصحة وأمن». الأحنف بن قيس (صحابي وقائد عربي مسلم).
«هذي عندي» عبارة قصيرة يرددها المجعجعون الذين يفرشون الورد للآخرين والذين يكذبون ويكذبون لكن صاحب الحاجة يصدقهم حين يتناسى ماضيهم المطرّز بخيوط الكذب والطحين الذي لا يطحن، من حولي ومن حولكم المجعجعون يبنون لأنفسهم قصورا في الخيال ومكانا مرموقا بين من يجالسونهم متناسين أنهم كاذبون حين يتكلمون ويدعون المثالية وهم عنها بعيدون بعد الثرى عن الثريا، واهمون ويوهمون بعيدا عن الواقعية التي يضنون أنهم يعيشونها بكل أبعادها، مساكين لكن علينا جميعا أن نعريهم أمام أنفسهم لعلهم يعودون إلى الطريق المستقيم المضاء الممهَّد المسوَّى الذي يسير فيه الإنسان والموصل إلى نهاية يرضي بها نفسه ويأخذها إلى حب الآخرين ويرفع شعار «الأفعال قبل الأقوال».
نسبة مئوية لا بأس بها من المجعجعين في وسائل التواصل الاجتماعي لا يقدمون بل يؤخرون في أفكارهم وما يقدمون، هؤلاء المجعجعون لا يطحنون قمحاً بل يقدمون معلومات خطأ وأفكارا سلبية وشيلات وهي في رأي البعض خطر كبير، كذلك التشهير بالآخرين والسخرية لا أريد أن أتعمق بأضرار ما يقوم به المجعجعون.
الجعجعة متغلغلة في تفاصيل حياتنا في العمل في الشارع في القنوات الفضائية في الجامعة في البرامج الرياضية والأندية بين الأصدقاء هذه بعض الأمثلة التي أجزم أن هناك كثيرا ممن يقرأون مقالي. سمعنا «الجعجعة» فأين «طحين تلك الجعجعات.
أيها المُجعجعون ما تقومون به مجرد سحابة صيف عودوا واستثمروا مواهبكم بما يفيدوكم وتفيدون به المتلقي ولا تكونوا عرضة للتهكم والسخرية والتقليل من شأنكم.
شخصيا أعرف أناسا كثيري الكلام قليلي الفعل لكن أصواتهم مرتفعة ومنخفضة عند التنفيذ هذا حال من تعرفون وتتعاملون معهم. نحن بحاجة إلى جعجعة الجَمال وليس جَعْجَعَة الجِمال، الجَمال في علاقاتنا مع بعضنا البعض الجَمال في تفاصيل حياتنا، اقتبس:»أيهذا الشاكي وما بك داء *** كن جميلا تر الوجود جميلا" إيليا أبو ماضي.