أشاد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في كلمته الافتتاحية للقمة الخليجية الـ41 في محافظة العلا، أمس، بالجهود التي قادتها الكويت لرأب الصدع الذي تسببت فيه الأزمة الخليجية، وكذلك المساعي الأمريكية الصديقة، وجميع الأطراف التي أسهمت في هذا الشأن.

وأكد أن هذه الجهود، قادت إلى الوصول لاتفاق بيان العلا الذي تم توقيعه خلال القمة والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها.

المشروع الإيراني التخريبي


أكد الأمير محمد بن سلمان أن المنطقة أحوج ما تكون لتوحيد الجهود للنهوض بها ومواجهة التحديات، خصوصا التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يضعنا أمام مسؤولية دعوة المجتمع الدولي للعمل بشكل جدي لوقف تلك البرامج والمشاريع المهددة للسلم والأمن الإقليمي والدولي.

وأكد الأمير محمد بن سلمان في نهاية كلمته أن سياسة المملكة الثابتة والمستمرة، وخططها المستقبلية ورؤيتها التنموية الطموحة رؤية 2030 تضع في مقدمة أولوياتها مجلس تعاون خليجي موحد وقوي، إضافة إلى تعزيز التعاون العربي والإسلامي بما يخدم أمن واستقرار وازدهار دولنا والمنطقة.

وكانت أعمال اجتماع الدورة 41 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية قد بدأت، أمس، بمركز مرايا في محافظة العلا. وكان في استقبال قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدى وصولهم مركز مرايا الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وقد التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.

وترأس الاجتماع نيابة عن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. وضم وفد المملكة الرسمي، وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد العيبان.

وتمت تسمية القمة باسم «قمة السلطان قابوس والشيخ صباح»، رحمهما الله، بناء على توجيهات خادم الحرمين، حيث كان لهما دور كبير في دعم العمل الخليجي المشترك وهذه المسيرة المباركة، وعرفانا لما قدماه من أعمال جليلة عبر عقود من الزمن في دعم مسيرة المجلس المباركة.

إنجاز تاريخي

شكر أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حرص الإخوة كافة على عقد هذا اللقاء لنتمكن معا من دعم عملنا الخليجي والعربي المشترك والحفاظ على مكاسبنا وتحقيق ما تتطلع إليه شعوبنا من آمال وطموحات.

وأشاد بالإنجاز التاريخي بالتوقيع على «بيان العلا»، مستذكرا الدور المخلص والبناء الذي بذله في هذا الصدد الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي أسهم بشكل كبير في نجاح هذا الاتفاق.

وعبّر عن بالغ الثناء والتقدير للمملكة وقيادتها الحكيمة على مبادرتها الكريمة بإطلاق اسم قمة «السلطان قابوس والشيخ صباح» على القمة الحالية تقديرا لمسيرة الراحلين العطرة وسنوات عطائهما في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والقضايا الدولية والإنسانية، وما تعكسه تلك المبادرة من لمسة وفاء اعتدنا عليها من لدن خادم الحرمين الشريفين. وأعرب عن بالغ التقدير للجهود الخيرة التي بذلت لتحقيق الهدف السامي من جانب الإخوة الأشقاء كافة ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب والمستشار جاريد كوشنر، مشيدا بجهودهم الداعمة لهذا الاتفاق، ومثمنا حرص الأشقاء قادة دول مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية على بذل المزيد من الجهود لتحقيق كل ما فيه الخير لشعوبنا. وقدر أمير دولة الكويت الدور البارز لجمهورية مصر العربية ومواقفها الداعمة للقضايا التي تهم أمن المنطقة واستقرارها. وقال: إن تسمية إعلاننا باتفاق التضامن إنما يجسد حرصنا عليه وقناعتنا بأهميته، كما أنه يعكس في جانب آخر يقيننا أن حفاظنا عليه يعد استكمالا واستمرارا لحرصنا على تماسك ووحدة أمتنا العربية.

توقيع البيان الختامي

إثر ذلك وقع قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي على البيان الختامي للقمة وبيان العلا. وحضر أعمال اجتماع الدورة الـ41 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

كما شاركت جمهورية مصر العربية ممثلة في وزير الخارجية سامح شكري في أعمال الاجتماع. وأقام ولي العهد مأدبة غداء بهذه المناسبة.

أبرز ما جاء في الكلمة

- تسمية القمة بمسمى الراحلين السلطان قابوس والشيخ صباح

- الإشادة بجهود رأب الصدع في الأزمة الخليجية

- التأكيد على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي في بيان القمة

- توحيد الجهود للنهوض بالمنطقة ومواجهة التحديات المحيطة

- التصدي للمشروع الإيراني التخريبي في المنطقة

- مجلس خليجي موحد وقوي من أولويات سياسة المملكة ورؤية 2030