ذكرت شركة بايونتيك الألمانية، الجمعة، أنّها تسابق الوقت لزيادة إنتاج لقاح كوفيد-19 في أوروبا، بهدف سد «الثغرة» التي خلفها عدم وجود لقاحات أخرى معتمدة. وكان اللقاح الذي طورته شركة بايونتيك وشريكتها الأمريكية فايزر الأول الذي ينال الموافقة في الاتحاد الأوروبي في أواخر ديسمبر.

ووافقت دول من بينها بريطانيا وكندا والولايات المتحدة على لقاح فايزر-بايونتيك في وقت سابق من العام الفائت. ومنذ ذلك الحين أعطت الضوء الأخضر أيضًا للقاحي شركة موديرنا الأمريكية واكسفورد/استرازينيكا، تاركةً حملة التلقيح في الاتحاد الأوروبي تعتمد على لقاح واحد فقط. وقال أوغور شاهين، أحد مؤسسي شركة بايونتيك، لصحيفة در شبيغل الأسبوعية «الوضع الحالي ليس ورديا، هناك ثغرة بسبب عدم وجود لقاحات أخرى معتمدة، وعلينا سدها بلقاحنا».

وازدادت الانتقادات الموجهة للوتيرة البطيئة لطرح اللقاحات في أوروبا في الأيام الأخيرة. في ألمانيا، حيث كان التركيز ينصب على تلقيح كبار السن في دور الرعاية، اشتكى كبار الأطباء من أن العاملين في المستشفيات يُتركون في انتظار التلقيح، رغم تسجيلهم في المجموعات ذات الأولوية. وشهدت فرنسا شكاوى مماثلة، ما دفع الحكومة إلى إعلان أن العاملين الصحيين الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا يمكنهم الحصول على اللقاح اعتبارًا من الإثنين، في موعد أقرب مما كان مخططًا له في الأصل. ويتمثل جزء من المشكلة أن الاتحاد الأوروبي قدم طلبًا منخفضًا نسبيًا، 300 مليون جرعة لدوله الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، ولم يتم توقيع عقود التوريد إلا في نوفمبر، بعد عدد من البلدان الأخرى.


وأبلغت أوزليم توريسي التي شاركت في تأسيس شركة بايونتيك، در شبيغل أن الاتحاد الأوروبي افترض أنه ستكون هناك «سلة من الموردين المختلفين» للاختيار بينها، نظرًا للسباق العالمي على تطوير لقاح يقضي على الوباء. وأوضحت توريسي وهي أيضًا زوجة شاهين أن «مثل هذا النهج منطقي. ولكن بعد ذلك أصبح من الواضح في مرحلة ما أن كثيرين لن يكونوا قادرين على تسليم (اللقاحات) بسرعة».

وأشار شاهين إلى أنّ شركة بايونتيك تسعى إلى تدشين منشأة تصنيع جديدة في مدينة ماربورغ الألمانية وتشغيلها في فبراير «في وقت أبكر بكثير مما كان مخططا له»، ومن المفترض أن تكون قادرة بعد ذلك على إنتاج 250 مليون جرعة إضافية من اللقاح في النصف الأول من العام 2021. ولفتت توريسي إلى أنهم أبرموا أيضًا صفقات مع خمس شركات تصنيع أدوية في أوروبا لزيادة الإنتاج، مشيرة إلى أنّ المفاوضات جارية مع شركات متخصصة أخرى. وأفاد شاهين «بحلول نهاية يناير، يجب أن يكون واضحا لنا مقدار الكمية الإضافية التي يمكن إنتاجها». وهدفت بايونتيك وفايزر في البداية إلى إنتاج 1,3 مليار جرعة في جميع أنحاء العالم هذا العام، وهو ما يكفي لتحصين 650 مليون شخص.