هل ستنطلق رحلات الطيران الدولية المباشرة من المطارات السعودية وإلى جميع الدول؟ هل سيذهب السعوديون وعوائلهم للاستجمام أو قضاء حاجاتهم؟ وهل سيكون هناك استمرار لمنع السفر للسعوديين؟ وغيرها العديد من الاستفهامات التي تدور في الأذهان، ومجرد الإجابة عنها ليس بالصعب نهائياً.
لندع العواطف جانباً قبل الإجابة عن هذه الاستفهامات، كلنا يعلم الظرف الراهن والاستثنائي، الذي تمر به دول العالم أجمع نتيجة تفشِّي جائحة كورونا، ووطننا غالٍ علينا جميعاً، يجب ألا نحوِّله إلى مأساة، وجميعنا يعلم الجوانب المتضاعفة التي قد يُسبِّبُها فيروس «كوفيد ـ19» لدى الكبار في السن أو أصحاب الأمراض المزمنة.
شدة خطورة الجائحة تتمثل في سرعة الانتشار والعدوى، فمن يضمن سلامة كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة، بعد فتح الطيران للمواطنين، ومن يضمن ألا تنتقل العدوى من خلال عودة أبناء الوطن من الخارج؟!.
يجب ألا نكون عاطفيين في هذه المرحلة حتى في رغبة الاستجمام أو قضاء الحاجات يجب أن نكون على حذر، فخير لنا أن نلبس أنفسنا وعائلاتنا وذوينا لباس الصحة والعافية، على أن نلبسهم ملابس جديدة في شهر يناير أو بعده من الشهور، فالمسؤولية اليوم مضاعفة بشكل كبير على الجميع، وليست مقصودة ـ فقط ـ في مؤسسات الوطن.
من خلال البيانات الأخيرة التي تعلنها الجهات الصحية، يُذكر بشكل دائم ومستمر أن السبب الرئيس هو التهاون في الالتزام بالتباعد الجسدي، وبطبيعة الإنسان يعتبر السفر تحدياً كبيراً، فالجميع يحرص على زيارة معالم الدول المزارة والاختلاط بالبشر في المقاهي والمولات وأماكن التنزه، لكن لو أدركنا فعلاً حجم المخاطر التي قد يؤدي إليها فتح الطيران لاقتنعنا بصواب القرار إلى حد كبير.
أما عن عدم فتح الطيران فهو قرار اتخذه بعض الدول لمواطنيها إلا للضرورة القصوى، وإن تم تمديد القرار أو لم يستمر هنا في المملكة فالقرار النهائي، هو يهدف إلى الحرص على سلامة الوطن وأركانه من هذه الجائحة.
الأرقام لدينا في حدود 360 ألف مصاب، والوفيات أكثر من 6 آلاف بوباء «كوفيد - 19»، وأكثر من 350 ألف متعاف، والهلع بدأ يزداد بعد تمحور هذا الفيروس بسلالته الجديدة.
مجمل الأرقام في وطننا الحبيب، لا تزال تبرهن على أننا قمنا ونقوم وسنقوم بكل ما يمكن من إجراءات وسياسات للمواجهة الفعّالة للجائحة، ونحن مثل غيرنا، نقوم بالإعلان في كل يوم عن الإصابات، ونحرز في كل يوم مكاسب مع ارتفاع أعداد المتعافين، ومع استمرار التدابير والإجراءات، وأهمها الجهود الكبيرة لفرق التقصِّي الوبائي، والتنسيق والتجاوب مع كامل الجهود الإقليمية والعالمية في هذا الجانب.
بدأ الجميع يلاحظ الانخفاض المستمر لحالات الإصابة بفيروس كورونا، وتم وصول اللقاح، وبدأ التطعيم، وتم تسجيل حتى الآن أكثر من نصف مليون راغب في التطعيم من خلال التسجيل في تطبيق صحتي، وسيتم تدشين مراكز للقاحات في جميع مناطق المملكة.
وطننا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ ومتابعة وزير الصحة، يعيش حالة الطوارئ التي تجوب الكرة الأرضية بأكملها، وتساعدنا فيها الإمكانيات الاقتصادية والطبية والوعي المجتمعي، واستنفار أبطال الصحة والإنسانية، على كامل الثقة بأننا سنتخطى هذه الجائحة بحول الله تعالى ومشيئته وقدرته.