قالت إليزابيث: ألعب في خيالي، فردت عليها جوليني قائلة: إنني أشفق على خيالك!. هذا المشهد من مسلسل «The Queen's Gambit» والمستوحى من رواية «والتر تيفيس» وهو مصدر إلهامنا لفكرة هذا المقال، فالتخيل مهارة تفكير إبداعية تقود إلى اكتشافات وأفكار جديدة، وما يتم تعلمه عبر التخيل يمثل خبرة حية حقيقة، ويعتمد أي عمل إبداعي على التخيل وإعمال الفكر بالدرجة الأولى، فهو سيتصور ما يحدث ويتخيل ما يمكن تحقيقه وما لا يمكن إنجازه، والنتائج المتوقع الوصول إليها، لذا يمكن وصف التخيل بالقوة الساحرة التي تتخطى عالم الحقيقة والواقع في الزمان والمكان، للبحث عن علاقات وأساليب وأفكار جديدة يمكن تحريكها من الحاضر إلى الماضي وإلى المستقبل، ومن مكان لآخر بطريقة إبداعية.
ومن ثم يمكن عن طريق التخيل تحويل الشيء البسيط إلى شيء ذي قيمة، وتحويل العمل العادي إلى عمل فريد من خلال العمل الجاد الخلاق، فالتفكير التخيلي قدرة عقلية، لا يبتعد عن الواقع، ولكن يبتعد عن أنماط الحياة المعروفة، وله قدرة على تصدير الواقع في علاقات جديدة. وهنا وجب التنويه بأن هناك نوعا من التخيل يسمى بالتخيل المشتت، وهو ما يمكن أن نطلق عليه أحلام اليقظة، فهذا النوع لا يحفز على ترابط الأفكار أو الفهم، بل المقصود هو التخيل المنظومي الذي يحفز شطري الدماغ ويفترض وجود أشكال من التمثيل في الذاكرة البصرية النشيطة وطويلة المدى، ومن خلال وسيط شبه تنظيمي يتم الإدراك البصري حيث يعمل تصور الأشياء المدركة، على تنشيط خلايا التفكير مثل أداء المصفوفة في ذاكرة الهاتف.
وعليه تجب صياغة سيناريو تخيلي ينقل الفرد في رحلة تخيلية، ويحثه على بناء صورة ذهنية للوصول للمهام بطريقة خارجة عن المألوف.
اصنع داخل نفسك «إليزابيث» ولا تشفق أبداً على خيالك واستكشف قدراتك ومواهبك الكامنة، واصنع شغفاً حقيقياً خارج الإطار المحدود والمتكرر والرتيب.