ما نعيشه اليوم من أجواء في بعض الأماكن العملية التي تحيط بنا، يجعلنا محبطين جداً ونكون في ضبابية وبيئة طاردة للانسجام، لأننا افتقدنا روح الرقابة الذاتية، وأصبحنا لا نرى سوى «رقابة مزيفة ومؤقتة» إما لتلميع شخصيات ما أو لتحسين صورة جهات أخرى أمام كم هائل من الفلاشات والكاميرات، والأرقام المدرجة عبر مؤشرات شبه وهمية، وما إن تزول تلك الأضواء تعود تلك المزيفة إلى «سباتها العميق» تحلم بـإصدار عقوبات صارمة على بيان «الحضور والانصراف» والمحاسبة عليه فقط، وتعتبره المقياس الأساسي للأداء العملي، متجاهلين الإنتاجية والعمل الدؤوب المستمر من قبل الأفراد المخلصين، فلا ينال هذا كلمة شكر يتيمة، ولا يحظى ذاك بتقدير معنوي نظير جهوده. ومن جديد تتوالى الأحداث اليومية عبر سلسلة من العمل الروتيني البحت، والذي تحيط به مجموعة من التعاميم الهامشية فقط لإخلاء المسؤولية، دون مبادرة فعلية للمس الاحتياجات والسعي إلى توفيرها، لتساعد وتسهم في تحسين سير العمل والأداء، فيتبناها ذلك الفرد البسيط والمغلوب على أمره فيقوم بدوره، ويتكفل بها خشية من المسؤولية، ولأمانته في إتقان العمل ومتابعة سيره التي تحملها إجباراً وبقوة النفوذ نيابة عن السادة / «الكراسي»، وما إن يقع خطأ بسيط تعود الرقابة المصطنعة من جديد فتحاصره بالأسئلة، وتستنطق لسانه داخل دائرة التحقيق وتوجيه التهم، فيكون الناتج عقوبة قاسية مهما كانت الأعذار والمبررات!.
فتنتصر حينها رقابة الزيف وتظهر بكامل نجوميتها، فيرتقي اسمها مزخرفاً في سماء التميز مصحوباً بالشكر والتقدير ويبقى السيد «كرسي» بكامل أناقته ولباقته!.