يزور الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي دمشق "غالبا هذا الأسبوع" بعد أن تلقى موافقة سورية على الطلب الذي تقدم به بناء على تكليف من وزراء الخارجية العرب في 28 أغسطس الماضي. وأعلن العربي في مؤتمر صحفي أمس عقب لقائه سفير سورية لدى مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية يوسف أحمد، أن "الحكومة السورية أبلغتني أنها ترحب بزيارتي في أي وقت وأن الزيارة قد تتم هذا الأسبوع". وعما إذا كانت هناك ضمانات بأن مهمته لن تستخدم كوسيلة لشراء الوقت من قبل سورية، قال العربي "لا ضمانات، الأمين العام عندما يقوم بمهمة لا يطلب ضمانات، سأذهب وسأنقل القلق العربي وسأستمع" إلى المسؤولين السوريين.

وأكد دبلوماسي عربي أن المبادرة التي يحملها العربي "لا تخرج عن مطالب المجتمع الدولي وتدعو إلى وقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح المعتقلين وبدء إجراءات الإصلاح السياسي".

وكانت دمشق تحفظت رسميا في اليوم التالي لاجتماع وزراء الخارجية العرب على البيان الذي صدر عنه ودعا إلى "وقف إراقة الدماء في سورية وتحكيم العقل قبل فوات الأوان"، وأكدت أنها تعتبره "كأن لم يصدر".

وتزامن ذلك مع إعلان دمشق مقتل 6 عسكريين بينهم ضابط، و3 مدنيين بكمين أمس، فيما أسفرت عمليات عسكرية عن سقوط أربعة قتلى بينهم امرأة غداة تهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات إضافية على سورية بعد أن حظر استيراد النفط منها.

كما يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة يقوم بها رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلينبرجر إلى سورية للتباحث مع المسؤولين السوريين وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد، حول الأوضاع في البلاد.

من جهته، ذكر الناطق الرسمي للجان التنسيق المحلية عمر إدلبي أن "أربعة قتلى بينهم امرأة سقطوا وجرح آخرون خلال عمليات أمنية شمال غرب البلاد".

وأوضح إدلبي أن "ثلاثة قتلى سقطوا في خان شيخون فيما قتلت امرأة في معرة النعمان بنار رجال الأمن خلال عملية مداهمة أسفرت أيضا عن جرح زوجها وثلاثة من أعضاء أسرتها".

وكان اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أفاد أن "قوات الأمن مدعومة بقوات الجيش قامت بمداهمة بلدة خان شيخون وإطلاق النار مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص".

وفي حمص (وسط)، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "15 شخصا أصيبوا أمس إثر إطلاق رصاص كثيف خلال عمليات أمنية وعسكرية مستمرة منذ مساء أول من أمس في البساتين غرب حي بابا عمرو".

وفي ريف حمص، قال المرصد إن "شابا من مدينة تلبيسة توفي أمس متأثرا بجروح أصيب بها الجمعة الماضي إثر إطلاق قوات الأمن النار على المظاهرة التي خرجت في البلدة".

وأضاف أن "مواطنا من مدينة سراقب (شمال غرب) كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية منذ 20 يوما توفي أمس تحت التعذيب". كما "نفذت أجهزة الأمن السورية منذ صباح أمس حملة مداهمة واعتقالات في حي الحويقة في مدينة دير الزور (شرق) شملت اعتقال 23 شخصا".

في المقابل، يسري في الشارع السوري الحديث عن دخول معارضين للمرة الأولى في تاريخ سورية في الحكومة التي يتوقع أن تشهد تعديلا في الأيام القادمة. وكان موقع "سيريا ستبس" المحلي نقل عن مصدر مسؤول عن تعديل وربما تغيير "سيطال حكومة عادل سفر قبل الانتخابات المحلية المقررة في فبراير المقبل"، مشيرا إلى أن "التعديل أو التغيير سيتجه نحو إشراك مستقلين ومعارضين وطنيين في الحكومة التي ستتولى الإشراف على انتخابات الإدارة المحلية وانتخابات مجلس الشعب في شباط القادم وفقا لما أعلنه الأسد".

إلى ذلك، بدأ وفد من حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض لإردوغان زيارة سورية أمس تستغرق ثلاثة أيام يلتقي خلالها مسؤولين سوريين والاطلاع على آخر التطورات التي تشهدها سورية. ويعتبر حزب الشعب الجمهوري التركي من أشد المعارضين للسياسة التركية التي يتبعها رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان تجاه سورية في الأشهر الأخيرة.