معظم أحاديث هذه الأيام عن الكهرباء، طبعًا إخواننا الاتحاديين سيظنون أن الموضوع عن اللاعب محمود عبدالمنعم «كهربا»، والذي كان من اللاعبين المتواصلين معي مع أني لم يكن لي أي دور في تسجيله للاتحاد، كما أحمد بهجا وكماتشو اللذان زاراني في مكتبي عندما قدما للعب مباراة تكريمية في جدة، وكذا سيرجيو فهم ليسوا من ولادة جدة ولا من أبناء الوطن العظيم، ولكن قلوبهم سعودية وبيضاء، وعشقهم جدة أتي وبحر وجمهور ولا أحلى، ولم يتناسوا الود والمعروف بيننا. ولو أنا في إدارة الاتحاد لأعدت اللاعب كهربا، يمكن يكون عقده أخف من فاتورة كهربتنا الغالية، طبعًا بفواتيرها، ويضرب بذلك الاتحاد عصفورين بحجر، لاعب وكهرباء ببلاش.

على أي حال، فالحقيقة المفروض عندما يتكلم أحدهم عن الكهرباء لازم يفصح هل الكلام عن الكهرباء التي كهربت أحوال الناس لدرجة أنها وصلت القلوب بعد ما أفرغت الجيوب، أو أنهم يعنون اللاعب كهربا والذي ليس له لا من قريب ولا من بعيد بالفاتورة إياها، حتى يسلم من النقد والتندر، والتكهرب هنا صفة إجبارية لكل من ارتفعت فاتورة كهرباء منزله.

يقول صديقي فلان: مع ارتفاع فاتورة الكهرباء أصابتني هزة مالية تعادل 8 درجات على مقياس اختر، عفوا أقصد ريختر، وقلت اختر، لأن الظاهر أن الكمبيوتر أبو عيون ضيقة، وبال واسع ومطاط، هو الذي ينقي لكل مواطن فاتورته، وبحكم أن أبو فاتورة يغلب أبو فاتورتين، فكثيرًا ما نجد أن فاتورة واحدة لمواطن غلبان، تتجاوز فاتورة واحدة لنفس المدة لمواطن ما تغلبن والسبب العداد، هذا إذا ما طلعت لأبو جيب مكحين فاتورتين في وقت واحد، عاد هو وحظه، لا يقعد يتبكبك، طيب إيش فيها لو ارتفعت فاتورة الكهربا عدة أضعاف، هو أنت بتدفع من حلالك، جهة عملك ما بتقصر وبتسلمك الراتب على غرة كل شهر، وأنت بتدفع منه ما هو من جيبك، وأهم شيء الغرة، خلي بالك منها، فلو ما انتبهت لها يمكن تجي أقساط من هنا أو هناك تلهف ثلث الراتب لا غير، بحكم أن ساما جزاها الله خير ـ الله يطول عمرهاـ ما تسمح بأخذ أكثر من الثلث.


ويكمل صاحبي فلان «أنا موظف متقاعد، وعندي بيت فيه ثلاث غرف نوم وصالة، وغرفة للشغالة، وغرفة «للساقح»، وهذه اختصار لكلمتي الحارس والسائق، فهو يقوم بالمهتمين، وملحق استقبل فيه كل سنة مرة، وأحيانا مرة ونصف، طبعًا واحد خفيف ظل راح يقول كيف مرة ونصف، وأرد عليه يزورني صديق فجأة وبدون سابق إنذار، وبعد ما يجلس في الملحق ويشرب كاسة موية مش باردة، أقول له ترى أنا والمدام عندنا مشوار الحين، تسمح توريني عرض أكتافك، فيقول لي بعيون جريئة وبعتب يشوبه غضب، طيب ليش ما قلت لي من عند الباب، فأرد عليه كما تدين تدان، اللي يجي بدون موعد يستاهل اللي يحصل له، أنا حمش وفي قول الحق ما يهمني لومة لايم ولا غيره.

المهم، يكمل صديقي فلان حكايته، ويقول «تصدق كم تجيني فاتورة الكهرباء»، قلت أكيد حوالي 1500 إلى 2000 ريال، أعرفك مبذر، فرد ياليت من بقك لعداد شركة الكهرباء، تجيني يا غالي، وكلمة غالي، فرضها الرقم الذي على الفاتورة، إنه 5500 ريال عدًّا ونقدًا وغصباً، يعني أنا واحد نفر «وصلحه» ادفع لشركة الكهرباء سنويا 66000 ريال، ريال ينطح الذي بعده ويقعد ينطح حتى يمزق الجيب و«الكرلا» كمان.

أقاطعه: والله كثير، طيب اشتكيت، رد وهو يقهقه، دون ذلك خرط القتاد، تروح لمكتبهم يقولون لك ما في مراجعات، عندك الاتصال الإلكتروني، تقول لهم اتصل عدة مرات حتى يرد علي شخص ما، وبعد حين ومين وجيم وسين، يقول خلاص حطينا طلبك في السستم، لكن استني سيراك الذي قد يأتي بعد ما يكون فاض بيا ومليت، واترك لهم الجمل بما حمل، طيب يا جماعة أبغى أقابل إنسان أشرح له، يقولون لك يا حليلك، هو هذا الإنسان ما عنده شغلة ولا عملة إلا المقابلات، هو الآن الله يعينه مهتم بكهربة كل بيت فأكلمه بصوت خفيض بنكهة الرجاء والتمني يعني مافي فا يدة مرة يا عمنا، يرد أهو دوبك فهمت، عليك نور، وفي هذه الأثناء أبصبص بعيني، وما أشوف أي مخلوق، كله ولله الحمد صار إلكتروني، طبعًا رجعت البيت يد ورا ويد قدام، وادفع وإلا يقطعون عني النور، وأنا إنسان كبير في السن. ويا دوب عيوني تشوف النور، وعلي فكرة، قضية الاتصالات والمراجعات، تنطبق على كثير من المؤسسات الخدمية الخاصة، وليس على الكهرباء فقط، لأجل ما أظلمهم، وشكلي بشتري لي ماتور، من أحسن فصيلة من عائلة المواتير بقيمة فاتورة ستة أشهر، وربك يحب المحسنين، قلت له لا تستعجل أبشرك الآن بيغيرون العدادت القديمة، وبيركبون جديدة، قال ضحكتني ومالي كيف، سألت: كيف؟ قال أبشر بطول فاتورة يا مربع.