هناك من يقول إننا لسنا بحاجة للتطوع والمتطوعين.. فنحن مجتمع متكاتف ونهب عند أي لازم لمساعدة بعضنا البعض.. نعم هذا صحيح، والدليل ما يحدث أثناء السيول.. ولكن غالبية من يرمون بأنفسهم وسط الماء لإنقاذ الغرقى هم من الناس الذين لا يعرفون ماهية التطوع، وما يدفعهم وسط الماء هو النخوة والشهامة ـ لكن هذا لا يعني أننا لسنا بحاجة لتقنين المسألة. إن ترك الأمور للاجتهاد ـ حتى وإن أتى بنتائج إيجابية في بعض الحوادث ـ قد يقلل من الفاعلية. المحرج في الأمر أن الذين يقتنعون بهذا الطرح يقولون لك: ماذا نفعل حتى نكتسب صفة متطوع رسمي؟!

الأخ عبدالكريم عائض القحطاني من شرورة أحد المواطنين السعوديين الذين يؤمنون بالتطوع كقيمة وكممارسة.. يقول: "تقدمت للتسجيل في موقع الدفاع المدني كمتطوع، وأكملت البيانات المطلوبة.. مضى اليوم أكثر من سنة ونصف.. وما زلت أنتظر الرد منهم.. وبين فترة وأخرى أدخل على موقعهم في شبكة الإنترنت للاستفسار عن الطلب.. وتظهر لي هذه العبارة: (سيتم التواصل معكم عبر وسائل الاتصال التي تم تدوينها من قبلكم حال الانتهاء من الإجراءات)، أنا لم أقدم ملفا أخضر، ولا أريد مقابلا، فأنا موظف وأموري جيدة، وكل ما أريده هو التطوع في هذا المجال لقناعتي بالأعمال المناطة بهذا القطاع والمشاركة معهم، في أي أزمة قد تحدث لا سمح الله كالسيول والحرائق أو خلال موسم الحج، وعلى حسابي الخاص، وقد يقول أحدهم شارك وتطوع دون تسجيل، ولكن أردت أن يكون هذا التطوع تحت مظلة جهة رسمية وبشكل محدد ومنظم، وتوقعت إنهاء الإجراءات بشكل سريع، ولم أتوقع كل هذا التأخير"!

ما يذكره الأخ عبدالكريم أمر محرج.. لن نستبق الأمور وسنمضي في إنقاذ بعضنا بعضا.. حتى يصلنا رد المديرية العامة للدفاع المدني.