وتمثل تهمة الانتصار للميول، أقوى سهام النقد الموجهة لمحللين، في ظل انتشار البرامج المتابعة جماهيريا على مختلف الفضائيات، الأمر الذي نتج عنه اتساع نوافذ التحليل، وتشكل أكثر من رأي فني حيال مستويات اللاعبين والفرق، أو اختلاف الرأي القانوني في عدد من الحالات التحكيمية، مما يؤدي إلى انقسام الشارع الرياضي، وتسابق مشجعي الأندية على متابعة البرامج، التي يعتقدون أنها تنتصر لميولهم، والآراء التي توافق رغباتهم، حتى باتت تلك البرامج، مرتعا للصراخ وتصدير التعصب، مقرونة بالتهكم وتصغير الشأن، والتجريح والهمز المسيء للمشهد الكروي.
رأي الأغلبية
يرى المحلل عادل الملحم أن «اختلاف المحللين وخبراء التحكيم أمر وارد وطبيعي، فعندما تكون هناك حالة أجمع عليها 9 خبراء تحكيم، واختلف فيها واحد فقط، فأنا سأذهب مع الأغلبية، وواجب علي كمحلل أن أبتعد عن عاطفة المشجع المحب، لأنه لن يقبل رأيي في حالة معارضة إجماع الأغلبية، ورغم أننا لاحظنا تباينا في الآراء، لكن هناك اتفاقا لدى السواد الأعظم، ودون ذكر أسماء، شاهدنا أكثر من اختلاف في الرأي في الحالات الجدلية، خلال الجولات الماضية، لكن في النهاية المشجع أو المتابع للبرامج الرياضية أصبح واعيا وله رأيه».
احتقان الشارع
كشف المحلل محمد السويلم، أن من أهم أسباب احتقان الشارع الرياضي، المساحة المتروكة التي يجب أن يتواجد بها المسؤول لمحاسبة الإعلاميين، وأن بعض الجماهير عزز مثل تلك الممارسات.
أما فيما يتعلق بتباين الآراء التحكيمية، رغم وضوح القانون، قال «هناك اجتهادات من بعض الحكام السابقين، وكل يفسر حسب وجهة نظره، ورغم أنهم مجتهدون إلا أنه ليس كل مجتهد مصيبا، والمشكلة تكمن في التعدد وانقسام الآراء، والحقيقة أن ما يعزز الاختلاف حالة الانقسام الحالية، التي لن تحل إلا بعد فترة من الزمن، عندما يمنح الحكم السعودي فرصته، وتعاد الثقة له».
وعن مستوى المحللين، قال «كثرتهم في القنوات الفضائية، جزء رئيس من أسباب الاحتقان الموجودة في الساحة الرياضية، فكل شخص يدلي بدلوه، ومن الصعب جدا أن ندخل في الذمم، أو تفسر النوايا بدخول الميول الرياضية في قرارات أو تحليلات الحكم، بل يجب عدم الاستعجال في بروزه أو القسوة عليه بالنقد، ويجب حماية الحكام من قبل الاتحاد السعودي، لأن سقف النقد من قبل البعض أصبح عاليا، وصوته بات مرتفعا وخادشا في بعض الانتقادات».
انقسام الخبراء
بيّن محلل برنامج «كورة» ماجد التويجري أن «اختلاف المحللين الذين لهم تجربة سابقة وطويلة في مجال التحكيم، وبعضهم شارك في إدارة مباريات كأس العالم، اعتبره مصيبة، فاختلافهم يثير علامات الاستفهام والتعجب، خاصة في الحالات الجدلية، أو الحالات المؤثرة على سير المباريات، فحالات التباين واختلاف الآراء، التي يفترض أن خبراء التحكيم يجلسون من أجلها خلف شاشات التليفزيون، ويتابعون اللقطات ويعيدونها من أكثر من زاوية، هي التي يختلفون عليها، وهذا يحمل عدة احتمالات، أولها أن المحلل التحكيمي متعاطف مع طاقم التحكيم، ويريد المساهمة في نجاحه، حتى لو على حساب إخفاء الحقيقة، أما الاحتمال الثاني فصعب، وهو التعاطف مع أحد الأندية، أما الاحتمال الثالث فيتمثل في أن تكون هناك علاقة شخصية مع أحد منسوبي النادي أو المدرب، وفي كل الأحوال تبقى مصيبة عظمى، أن يختلف الخبراء التحكيميون على الأخطاء الواضحة».
وتابع «بالنسبة لضيوف البرامج الرياضية، فالمشكلة الرئيسة الأولى أن معظم تلك البرامج، أصبح يستقطب كل من هب ودب، وبالذات من أطلقوا على أنفسهم إعلاميين، والحقيقة أنهم بعيدون عن هذا المسمى، فهؤلاء آراؤهم محكومة بالميول 100٪، أي أن إعلاميي النصر يحاولون إبراز أي سلبية ضد الهلال، والعكس تماما، وهؤلاء ليسوا محللين بل مشجعون، ويجب على مسؤولي الإعلام الرياضي إعادتهم إلى مكانهم الطبيعي في المدرجات، وألا يتم منحهم بطاقات العضوية».
وعي الجماهير
وضح اللاعب الدولي السابق، الحسن اليامي، أن بعض المحللين يحاولون في تحليلهم مساعدة الحكام، حتى لو كان ذلك يخالف مبادئهم، بحيث أن محللي الفقرات التحكيمية يعرضون أخطاء أقل في المباراة، وهم يعلمون أن الحكم مخطىء، والنقطة الأخرى أن للعاطفة وميول المحلل دورا كبيرا في مثل هذه الحالات، فهناك حالة جدلية واحدة، لكننا نجد أن أكثر من محلل تحكيمي يعطي قرارا مختلفا، مما يوحي بأنه يتبع ميوله أكثر من قول الحقيقة، رغم أن الجميع في عصر التقدم الإلكتروني والسوشيال ميديا، وأصبحت الجماهير على درجة كبيرة من الوعي، وتستطيع التفريق بين الصح والخطأ.
أكد حكم دولي سابق «اشترط عدم ذكر اسمه» أن «بعض التحاليل الفنية خاصة التحكيمية، هي السبب المباشر لتوتر المشهد الكروي، والتشنج الرياضي الموجود حاليا، كذلك بعض الإعلاميين الذين يجهلون بعض أساسيات القانون»، مرجعا التباين والاختلافات في الآراء التحكيمية، لدى بعض المحللين إلى الحالات التقديرية، التي يكون فيها اختلاف دائما، وأضاف «بعض المحللين للأسف لم يواكبوا الإيضاحات والتعديلات الجديدة في كرة القدم بشكل صحيح، واعتمدوا على الاطلاع وليس حضور المباريات». وعن تدخل الميول، في رأي المحلل التحكيمي قال «لا أعتقد ذلك فالحكم في النهاية بشر يصيب ويخطئ، لكن مع تقنية الفيديو، التي تعد تجربة ناجحة بكل المقاييس، يجب أن تقل الأخطاء».
أبرز الانتقادات الموجهة لمحللي البرامج الرياضية
الإساءة والتحامل على فريق دون آخر
التواجد للدفاع فقط عن النادي المفضل
الانفعال وإحداث حالة من الفوضى أثناء النقاش
تعزيز التعصب بطرح قضايا هامشية
تعمد الإثارة لجذب أكبر عدد من المشاهدين
ملاحظات الشارع الرياضي
على محللي الفقرات التحكيمية
بعض آرائهم كان سببا في التشنج الرياضي
اختلافهم في الحالات الجدلية المؤثرة
عدم مواكبة التعديلات الجديدة في قانون كرة القدم
تجنبهم التعليق على وقوع حكام تقنية الفيديو في أخطاء بدائية