دعنا نراهن على الخلاف الإسرائيلي ـ الإسرائيلي، طالما أننا كعرب لا نستطيع الاتفاق.

إنها فرصتنا لتعميق الخلاف بين الجناح "المتشدد" في حكومة بنيامين نتنياهو والجناح "المعتدل" لتحقيق نصر سياسي طالما حلمنا به منذ حلول النكسات العسكرية بعالمنا العربي.

بالأمس، وصلت الحرب بين الجناحين إلى أشدها. بين فريق أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية، ووزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي بنيامين بن اليعزر حول اللقاء السري مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو.

بدا من عنف الكلام الذي أطلقه ليبرمان أنه يضمر كرها كبيرا للأتراك، وأنه كان وراء المجزرة التي ارتكبت بحق أتراك أسطول الحرية في المياه الدولية قبالة غزة.

حاول نتنياهو التخفيف من جموح ليبرمان عبر امتصاص نقمته على تغافل وزارته للمحادثات السرية، إلا أن ما أورده بن اليعزر يدلل على عكس ذلك، إذ قال: إنه كان من الأهمية إخفاء اللقاء عن ليبرمان "الذي له دور ذو مغزى في إشعال الأزمة مع تركيا".

لم يستفد الجانب العربي من الموقف التركي الأخير، وبقي الوهج الذي تركته حملة أسطول الحرية في مستواه الشعبي فقط، دون أن يصل إلى موقف رسمي عربي داعم.

تحرك اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، ضغط بقوة على الإدارة الأمريكية لإصلاح ذات البين بين تل أبيب وأنقرة، ونجح في ذلك أو كاد.