يقول أرسطو إنه «من الممكن استنتاج شخصية الإنسان من سماته الخارجية»، وبما أن البشر كائنات بصرية، فغالباً ما يتم القفز إلى الحكم على الأشخاص وتكوين الانطباعات عنهم في الثواني الأولى التي يُنظر فيها إليهم أو يُسمع فيها عنهم، يبقى السؤال ماذا يتبادر في ذهنك عندما تتذكر شعب دولةٍ ما؟
بنياتنا الذهنية
يقول الأخصائي الاجتماعي صالح هليل «متحدثا عن الانطباع تجاه الشعوب، إن من أهم بنياتنا الذهنية هو أفكارنا المسبقة، أو معرفتنا الخلفية، التي ننطلق منها في محاولة الفهم، التفسير، الاستيعاب، ثم التأويل، ويمكن تسميتها بالانطباع، وهو يُعرّف في علم النفس على أنه «ذلك الحدث الذي يلتقي فيه شخص ما لأول مرة شخصا آخر، يشكل حينها صورة ذهنية عن ذلك الشخص»، وهذه الأفكار أو الانطباعات المسبقة تحتلّ كل المجالات قراءاتنا، أفكارنا، ثقافتنا، تقاليدنا.. بل إنها تُسهم بشكل كبير في تواصلنا مع الآخرين، سواء كانوا من مجتمعنا، أو من مجتمع آخر».
ويضيف «من مجتمعنا مثلا لدينا فكرة مسبقة عن الرجل الأسود في مقابل الأبيض، وعن المتحجبة في مقابل المتبرّجة، وعن القصير في مقابل الطويل، وعن العامل في مقابل العاطل، وهي ليست سلبية دائما، فهذه الأفكار التي نمتلكها في ذهننا عن هؤلاء الأشخاص نتجت عن ديننا ومعارفنا وقناعاتنا، فإن كان الإسلام، ينظر إلى المتحجبة على أنها تطبّق شرع الله، وتلتزم بأوامره، فإن المتبرّجة ملعونة بنص الحديث. وهكذا، ولكن هناك أفكارا أخرى مسبقة غيرها، أعني تلك التي نملكها حول الشعوب، وساكني منطقة أو دولة معينة، فنقول مثلا «إن الشعب المصري حيوي ومرح، والشعب الياباني خجول ومثابر».
التحكم بالانطباعات
يؤكد هليل أن هناك 3 عوامل تؤثر في الانطباعات، ويقول «تتحكم 3 عوامل في الانطباعات، هي المحيط الداخلي الذي يمثّله الوالدان، والمحيط الخارجي الذي يمثله التعليم والأصدقاء والإعلام، والقراءات فقراءاتنا تؤثر في نسق تفكيرنا بالضرورة، وهذه الأفكار لم تتطرّق للشعوب إلّا أنها تسهم في أخذ الانطباع، والانطباعات ليست صائبة دائما، وفي الغالب ليست على حق، لأننا نراها من وجهة نظرنا، وهي قاصرة في معظم الأحيان».
وأضاف «المعرفة السابقة / الانطباع قد تكون سلبية، لأنها تؤدي إلى تفضيل شعب على آخر لمجرد فكرة لا أصل لها، وإلى الثقة في شعب دون الثاني، وإلى تعميم الانطباع ليشمل كل منتمٍ لشعب ما».
انطباعات عن الشعوب
الشعب السعودي
العاملة المنزلية الفلبينية أناليسا: يعجبني السعوديين وعلاقاتهم الأسرية العميقة، ويغلب عليهم الهدوء في الأماكن العامة، وأحب احتفالهم برمضان واجتماعهم على وجبة الإفطار.
الشعب الصيني
طارق القحطاني: شعب منتج، فلا يخلو منزل من منازلنا من المنتجات الصينية، وهو متمسك بعاداته وتقاليده، ويدمجها بالحضارة.
الشعب المصري
بشرى الشهراني: شعب مرح، لديهم طاقه خاصة، متفائلون مهما كانت الظروف، يهتمون بالعلم، فأكثر علماء العالم العربي في مجالات عدة مصريون.
الشعب الكوري
محمد القحطاني: شعب قريب جداً منا بطريقة مختلفة في حبهم للعائلة وتمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم واحترامهم للكبير واهتمامهم بالأعياد، كما يهتمون بالأطفال وتنشئتهم.
الشعب النمساوي
ندى عبدالله: شعب هادئ يحب القهوة السوداء والموسيقى، لديهم اهتمام بالديكور، يهتمون بجمال المنازل والمباني.
الشعب السوداني
قالت طيف سعيد: شعب طيب القلب، اجتماعي، تحياتهم دافئة ومفعمة بالحيوية، يحب مساعدة الآخرين، ويحرص على التعلم.
الشعب المغربي
درة عسيري: لديه اهتمام عال بالنفس، ويبدع في الأكلات الشعبية، ولديه زي مميز هو القفطان، ويستخدم الألوان الزاهية في أدواته وملابسه.