بعد أيام حافلة بحركة كبيرة في البيع والشراء شهدت ذروتها ليلة عيد الفطر، عاد الهدوء ليعم سوق الثميري بالرياض التي تعد أشهر سوق تراثية بالعاصمة، وتضم العديد من المحلات التجارية التي تعرض المقتنيات التراثية والحرف اليدوية والتحف التذكارية.
فبينما كان الازدحام والإقبال على الشراء سمة محلات السوق في العشر الأواخر من رمضان، كان الكساد و"ملل" البائعين يعم أروقة السوق منذ دخول عيد الفطر بسبب قلة المتسوقين وخلو المحلات من المرتادين، الأمر الذي دفع بعض البائعين إلى منح خفوضات في محاولة لاستقطاب الزبائن، فيما اضطر البعض إلى الإغلاق الموقت حتى اقتراب عودة الطلاب لمدارسهم المحددة بالسبت المقبل.
وأجمع عدد من البائعين في تصريحات إلى "الوطن" على أن مواسم الأعياد والمدارس تحول السوق إلى خلية نحل من المتسوقين الذين يفضلون المرور بالمحلات التجارية كافة لاقتناء كل ما يلبي ذائقتهم من المعروضات، لافتين إلى أن العشر الأواخر من رمضان حققت استفادة مادية لهم وعوضتهم عن موسم الصيف، متمنين أن تكون جميع الأيام أعيادا.
الرقابة على الأسعار
وقال أحمد المطيري: إن معظم أصدقائه يفضلون التسوق في سوق" الثميري" لتوفر احتياجاتهم من الأثواب والأشمغة والأحذية، مشيرا إلى أن الأسعار في العيد ارتفعت عن الأيام العادية في ظل غياب الرقابة والزحام الشديد من الزبائن الذين يحرصون في كل مناسبة أو عيد أن يقتنوا منها احتياجاتهم، ويغنيهم ذلك عن ارتياد محلات أخرى.
وأشار المواطن محمد الهويمل من سكان حي السويدي إلى أنه حضر إلى السوق لشراء الملابس الداخلية والغتر لنفسه ولابنه لكنه تفاجأ بالزيادة الكبيرة التي طرأت على الأسعار مقارنة مع شهر شعبان، حيث أكد أنه يشتري نوعية محددة من الشمغ سعرها في الأيام العادية لا يتجاوز 95 ريالا، بينما وصل سعرها في العيد إلى 125 ريالا.
سوق الزل
وتشكل سوق" الزل" على امتداد شارع الثميري بمنطقة قصر الحكم بالرياض منطقة تجمع لهواة شراء العود، إذ تنتشر العشرات من محلات بيع العود بشكل كبير حيث الجودة والرائحة الزكية، وشهدت أسعار العود قبل العيد ارتفاعا ملحوظاً، على الرغم من وفرة المعروض من مختلف الأنواع والزيادة في الطلب، وذلك نتيجة حرص العديد من الزبائن على اقتناء العود أيام المناسبات كالأعياد وما يتخللها من زواجات واحتفالات.
وتسيد العود الصناعي السوق لكثرة الطلب عليه ولرخص ثمنه حيث إنه في متناول اليد وتصل أسعاره إلى ألفي ريال للكيلو يشمل مواد دهن عود وشجر صنوبر وتراب عود فهذا أجود وأطيب، أما إذا كانت نسبة شجر الصنوبر والجاوني فيه أكثر فتقل جودته، فيما لا يزال الكمبودي يحافظ على سعره وجودته الأصلية، إذ يصل سعر الكيلو منه إلى 60 ألف ريال والبرناوي 40 ألف ريال، والماليزي 25 ألف ريال، ولكل نوع رائحته الخاصة وزبائنه أيضا.