حالة من الحميمية بين سكان أحياء الرياض يخلقها اجتماعهم لتناول الإفطار معاً في مسجد الحي صباح أول أيام العيد، وهي عادة سنوية ترسم لوحات من التقارب بين الجيران يتركون فيه تواصلهم في العالم الإلكتروني الافتراضي وينتهزون الفرصة للالتقاء والتعرف على بعضهم البعض ومناقشة مشاكلهم وما يحتاج إليه حيهم.

ففي بعض المساجد يجتمع المصلون بعد صلاة العيد في الساحات الموجودة في الجامع، ويتشارك أبناء الحي في تقديم ما تجود به منازلهم من أكلات شعبية وأطباق تجعل العيد أكثر حميمية بينهم.

في جامع عمار بن ياسر بحي الخليج يتوافد أبناء الحي لصلاة العيد في عادة مستمرة منذ أكثر من 12عاما، يلتقون كبارا وصغاراً ويقدمون الأفكار والرؤى الجديدة للإستفادة من اجتماعهم السنوي.

ويصف سعود الزارع الإفطار الجماعي بـ"المميز" من خلال ما يقدمه الجيران لبعضهم من صنع منازلهم، مضيفا: "نشرح للإمام النواقص والملاحظات التي يحتاجها الجامع والأبناء في حلقات التحفيظ والإحتياجات اللازمة". ويدعو الزارع كافة الأحياء الى استيراد تجربة الإفطار الجماعي.

بدوره أوضح إمام جامع ابوعبدالله اللحيدان الشيخ تركي الغامدي، إن الإفطار الجماعي السنوي في الجامع عادة تتطور وأصبحت الدعوة لها من سمات ابناء الحي، فبعد ابتعاد الشباب وعدم تواصلهم في الحي الذي يقطنونه بسبب الأعمال التي لا تنقطع أصبح العيد متنفسا لهم ليلتقوا في مسجدهم ويشرحوا ما يتمنون أن يروا حيهم عليه وقال "إن المسجد هو النواة الأولى للمسلمين في تجمعهم وتعاضدهم، وأن استعادة دوره الحيوي يصب في مصلحة المجتمع الذي ينتظر أن يعود المسجد ليقدم الخدمة ويزاحم التقنية التي يتهمها البعض بأنها خلخلت الأواصر المجتمعية وألغت بعضها".

وعن تفاعل أبناء الحي وحضورهم في كل عام، أكد الغامدي أن حضور الإفطار الذي يجمع أبناء الحي يجد إقبالا سنويا بما يحمس الشباب القائمين على هذه الفعالية إلى الإبداع وتطوير الأفكار.

وقال "تنقلت في أكثر من خمس مساجد وكان تفاعل أهل الحي أكثر من الإمام في بعض المساجد وكان المعارضون قلة".

وأضاف أن الفكرة هي التعارف والإلتقاء وتنقية النفوس لأن مشاغل الحياة لا تنقطع ولا بد من لحظات اجتماع بعيدا عن التكاليف التي تجعل رجل هذه المرحلة مرتبطا طوال أيام العام.