من أجمل الأمور التي بدأت تنتشر في المملكة ثقافة العمل التطوعي، كأفراد أو جهات تحقيقاً لرؤية المملكة 2030 التي تهدف للوصول إلى مليون متطوع، ومن ذلك «رابطة دقلة الخضراء»، وهي مبادرة تطوعية مهتمة بغرس الأشجار ونظافة المتنزهات البرية وتشجيع المبادرات أسسها أحمد الجنيدل، بدأت نشاطها في قرية دقلة (75 كم شمال الرياض)، ثم توسع عملها ليشمل قرية أثيثية (170 كم شمال غربي الرياض)، حيث يهدف المشروع إلى زرع 150 ألف شتلة على مساحة (9× 3) كم، وما زال العمل مستمرا في هذا المشروع بإشراف مباشر من وزارة البيئة والمياه والزراعة التي وفرت الإمكانيات وسخرت الجهود لخدمة الأرض، وتفاعل أبناء المنطقة، أهل الكرم والجود. انضم إلى المبادرة مجموعة من الشباب والفتيات، ومن الصغار والكبار الذين جمعهم حب البيئة.. حب النباتات.. حب الطبيعة.. حب الأرض.. حب الوطن، بقلوب نقية ونفوس إيجابية وهمة عالية وتعاون فيما بينهم.
وبالأمس، وفي مشهدٍ بديع وبعد أن انتهى المتطوعون من غرس الشتلات، ومع نزول زخات من المطر وأشعة الشمس تغازل السحب.. ظهر (قوس قزح) مكتملاً، ذلك المشهد الذي يأسر الأنظار ويبهج القلوب ويريح النفوس بعيدا عن ضوضاء المدن وصخب الحياة المتسارعة.
ما أجمل أن تقضي جزءاً من حياتك في عمل الخير، لذا من الممكن أن أقول لمن فاتته مثل تلك المشاركات «راح نصف عمرك»، فلا يفوتنك النصف الباقي وبادر بالذهاب إلى أمك «الأرض» لتفيض عليك من بركاتها و«تطبطب» عليك من حنانها، فمنها بدأت وإليها تعود ومنها تبعث في يوم النشور.