إنه لشيء مؤسف حقاً ما نسمعه ونراه عن القبض على أفراد ومواطنين موصومين بعار الفساد، وإنه لعار كبير ستُخلد وصمته على جباههم، بل إن بعضهم اتخذوا من مناصبهم وكراً تقبع فيه شتى أنواع المخالفات المغلفة بالمحسوبيات والمصالح المتبادلة، ذمم كثيرة قد انباعت في سوق الفساد والجشع مما نتج عنها أبشع الجرائم الوطنية.
نعم إنهم كُثر وقد غرسوا أنياب الخيانة في جسد الوطن الذي أَمّن لهم كل ما يحتاجونه ويحتاجه أبناؤهم وكفل لهم الحياة الكريمة وحصلوا فيه على كل جوانب العيش لن أقول الأساسية بل حتى الكمالية، ومستوى عال من الرفاهية.
يا ليتهم يعلمون بأنهم حينما باعوا ذممهم من أجل مصالح قذرة يخجل اللسان من أن ينطق بها، بأنهم قد باعوا معها شرف الثقة والأمانة، وهو شيء يصعب أن تحصل عليه وإن حصلت عليه ولم تكن كفؤاً له فإنك هالك لا محالة في دولة العدالة والإنصاف.
إن دولتنا دولة قوية وقد أثبتت بأنها بالمرصاد لكل هؤلاء المغفلين الذين يعتقدون بأنهم أذكياء ويستطيعون امتصاص دم الوطن وموارد تنميته.
هناك رجال شُرفاء ساهرون ليلاً ونهاراً من أجل تنظيف وطننا من كل الذمم النتنة، والتي قد فاحت روائح أفعالها الشنيعة في أرخص أسواق الجريمة.
ولن نتوانى كمواطنين ومسؤولين عن حرق تلك الذمم وأصحابها في سبيل وطن عظيم يستحق أن نذود عنه بأرواحنا. مخطئ من يظن بأنه يستطيع أن يؤخر عجلة التطور والتنمية والحقيقة بأنه سيُدهس تحت هذه العجله ولن يبقى له أثر.