مع تبني سلطات إقليم تيغراي في إثيوبيا إطلاق صواريخ بجوار مطار عاصمة إريتريا المجاورة (أسمرة)، في هجوم يعزز المخاوف من اندلاع نزاع واسع النطاق في منطقة القرن الإفريقي، لم يتضح بعد عدد الصواريخ والموقع الذي انطلقت منه في تيغراي، وإن كانت أصابت أهدافها وحجم الأضرار الناجمة عنها، نظرا لأن القيود على الاتصالات في تيغراي وإريتريا جعلت التأكد من صحة التقارير أمرا صعبا.

في حين أسفر عن الهجوم الذي استهدف حافلة ركاب في غرب إثيوبيا، على أيدي مسلّحين، مقتل 34 شخصا على الأقل، وفق ما أفادت لجنة حقوق الإنسان الوطنية، الأحد. وقالت اللجنة في بيان، إن «التقديرات حاليا تشير إلى أن عدد الضحايا يبلغ 34 شخصا، ويرجح بأن يرتفع».

تأثر الشعب


أفادت تقارير عن مقتل المئات في النزاع الدائر في ثاني بلدان إفريقيا من جهة عدد السكان، بعضهم في مجزرة مروعة وثقتها منظمة العفو الدولية.

وقد وفر أكثر من 20 ألف إثيوبي من المعارك والضربات الجوية في تيغراي، فعبروا الحدود إلى السودان المجاور، حسب ما أفاد مسؤولون سودانيون.

من بينهم إثيوبيون عائدون إلى مخيمات لجأوا وعائلاتهم إليها هربا من مجاعة شديدة منذ عقود.

بدورها، تضغط الأمم المتحدة من أجل ضمان وصول إنساني كامل إلى تيغراي، حيث يقول رئيس إقليم تيغراي، دبرتسيون غبر ميكائيل، إن مئات الآلاف نزحوا داخليًا بسبب القتال الذي شهد عدة جولات من الضربات الجوية الحكومية.

لا محادثات بعد

دعم نواب إثيوبيون خطة تنصيب إدارة انتقالية في تيغراي، فيما أصدر مسؤولون أوامر اعتقال بحق دبرتسيون وقادة آخرين في الجبهة.

وقالت حكومة آبي إن «الجبهة بحاجة إلى نزع سلاحها قبل بدء المفاوضات، مما أحبط قادة العالم الذين يطالبون بوقف فوري للأعمال العدائية».

إلى ذلك، لا تزال هناك مخاوف من أن الصراع قد يمتد إلى مناطق أخرى في إثيوبيا. وأعلنت جبهة تحرير شعب تيغراي، مسؤوليتها عن هجوم صاروخي على مطارين في منطقة أمهرة المتاخمة لتيغراي من الجنوب.

عمليات عسكرية

سبق وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في 4 نوفمبر، أنه أمر بشن عمليات عسكرية في تيغراي، في تصعيد للنزاع مع الحزب الحاكم للإقليم «جبهة تحرير شعب تيغراي».

وقال رئيس إقليم تيغراي دبرتسيون غبر ميكائيل لـ»فرانس برس» إن «القوات الإثيوبية تستخدم مطار أسمرة» في عمليتها العسكرية ضد منطقته، مما يجعل المطار «هدفا مشروعا»، على حد تعبيره للضربات.

وأضاف أن قواته تخوض معارك ضد «16 كتيبة» تابعة للجيش الإريتري منذ أيام «على عدة جبهات».

وسبق أن اتهمت الجبهة حكومة آبي باستقدام الدعم العسكري من إريتريا، وهو أمر تنفيه إثيوبيا.

تيغراي

هو إقليم يسمى أيضا «تكرينيا»، يقع في شمال إثيوبيا ويحده من الشمال إريتريا، ومن الغرب السودان، ومن الشرق عفر، ومن جنوبها إقليم أمهرة.

الصراع في الإقليم

- يدور بين الحلفاء السابقين في الائتلاف الحاكم في إثيوبيا الذين يرون بعضهم البعض الآن على أنه غير شرعي

- سيطرت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على الجيش والحكومة في البلاد منذ فترة طويلة قبل أن يتولى آبي أحمد السلطة في عام 2018

- أدخل آبي إصلاحات سياسية شاملة أكسبته نوبل، وترك هذا التغيير شعور الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بالتهميش

- انفصلت العام الماضي عندما سعى آبي لتحويل التحالف إلى حزب رخاء واحد

- تصاعدت التوترات في الأسابيع الأخيرة حيث اعترضت تيغراي على تأجيل الانتخابات الوطنية حتى العام المقبل وعلى فترة بقاء آبي الطويلة في المنصب