سجلت الوسائط التقنية حضوراً مميزاً في العيد، حيث حرصت كثير من الأسر على نقل ما يدور من مراسم العيد داخل المنازل صوتاً وصورة إلى من يريدون بواسطتها.

وجاءت تلك الوسائط كحل للتباعد المكاني بين بعض الأسر، إما لظروف العمل أو الدراسة، حيث اختصرت تلك التقنية المسافات، وتجاوزت الحدود، ونقلت مراسم العيد بين الأسر وأفرادها بالصوت والصورة .

وجاءت رسائل mms على رأس قائمة التواصل، تليها المكالمات المرئية عبر الهاتف، فالبريد الإلكتروني، التي نقلت أعداداً هائلة من الصور، ومقاطع الفيديو من مراسم العيد بين الأسر.

وقالت أم فيصل (ربة منزل) إنها حرصت على تصوير أطفالها، ورصد طقوس العيد في منزلها، وإرسالها لشقيقتها التي تعيش في الكويت، مشيرة إلى أنها وبحكم ابتعاد شقيقتها فإنها لا تغفل صغيرة ولا كبيرة، وتصور كافة الأحداث، وترصدها إما عن طريق الفيديو، أو الصور الفوتوغرافية، مشيرة إلى أن أكثر شيء تحرص على إرساله لشقيقتها صور الأطفال، واجتماع الناس في مصلى العيد، وكذلك الاحتفال العائلي للأسرة بهذه المناسبة.

وذكرت أم سهى (معلمة) أنها عادة ما توثق صور أطفالها في العيد وفرحتهم، وتتبادل تلك الصور مع والدتها في حائل، لأنها وبحكم عمل زوجها لا تستطيع حضور العيد معهم؛ فتحرص هي ووالدتها كل في مدينته على توثيق مظاهرالعيد، وتبادل الصور والتسجيلات المرئية.

وأضافت أنها تمتلك مقاطع كثيرة لأطفالها خاصة وأطفال شقيقاتها وأشقائها، تسجل فرحتهم ومشاعرهم يوم العيد، واستعداداتهم لهذه المناسبة، مشيرة إلى أن الرصد لا يقتصر على الأطفال وحدهم، بل يتجاوز أحياناً إلى تصوير الكبار ومشاعرهم وانطباعاتهم المختلفة في العيد.

وبينت هدى حامد (معلمة) أنها استخدمت هاتفها النقال في تذويب الخلاف الذي نشب بينها وبين شقيقتها وامتد لشهور، عندما أرسلت مقاطع فيديو وصوراً لأطفالها في العيد على جوال شقيقتها، فوجئت باتصال من شقيقتها تسألها عن أحد أطفالها لم تظهر صورته أثناء التصوير، فأخبرتها بأنه يعاني من أنفلونزا، وأنه بالمستشفى، مما حدا بشقيقتها المجيء فوراً لزيارته والاطمئنان عليه، وأنهت هذه الزيارة الخلاف بينهما.

وذكرت أم شيخة أن زوجها يقضي عقوبة بالسجن بسبب قضية مالية، وأنها نقلت له بالجوال جميع ما يحدث من أطفالها في العيد بدءاً من ذهابهم لصلاة العيد، ومروراً باحتفالهم بالعيد مع أخوالهم، وخاصة عند اللعب بالألعاب النارية، مشيرة إلى أن الأطفال هم أكثر فرحة بالعيد، وفرحتهم هي التي تبقى في النفوس، ويكون لها أثرها لدى الجميع.

وقالت المبتعثة أم وداد إنها وزوجها افتقدا مظاهر العيد وفرحة الأطفال والأسرة بسبب إقامتهما خارج الوطن، وإنها دائماً ما تطلب من شقيقاتها وأشقائها أن يرسلوا لها صور أطفالهم ومظاهر احتفالاتهم وفرحتهم في المناسبات المختلفة.

وبينت أن زوجها يطلب من أسرته أيضاً أن يسجلوا له جميع مظاهر العيد بدءاً من ليلة العيد ، والذهاب لمصلى العيد، والأهم تصوير والده ووالدته، وأحياناً يطلب تصوير توافد المهنئين بالعيد لدى أسرته، لنعيش معاً أجواء العيد حتى ولو كان ذلك عن بعد.