احتفلت ليبيا أمس بأول أيام عيد الفطر بدون معمر القذافي للمرة الأولى منذ 42 عاما حيث أدى عشرات الآلاف صلاة العيد في ساحة الشهداء بطرابلس، فيما أكد الثوار أن العقيد ما زال موجودا بالتأكيد في ليبيا، معتبرين أن "من حقهم قتله إذا لم يستسلم". وتدفق أهل طرابلس في ساعات الفجر على الموقع الذي كان يسمى الساحة الخضراء في عهد القذافي. وفرضت إجراءات أمنية مشددة حول الساحة. فإلى جانب المسلحين الذين كانوا يتجولون بين الحشد، نشر آخرون على أسطح قلعة السراي الحمراء ومبان تطل على الساحة. وعبر الإمام عن ارتياحه لرحيل "الطاغية القذافي"، داعيا الليبيين إلى الاتحاد. وقال الإمام "شكرا لحلف شمال الأطلسي لأنه ساعدنا لكننا بلد مسلم لا يحتاج إلى أحد. لا نحتاج إلى قوات إسلامية ولا إلى قوات أجنبية". وأشاد "بمقاومة الطرابلسيين الذين تحملوا رجال القذافي حتى النهاية".
وقال أحمد الهوني رجل الأعمال البالغ من العمر 31 عاما "انظر إلى هذا الحشد إنه أكبر بألف مرة من الذين كان القذافي يجمعهم أمام كاميرات التلفزيونات ليقول إن كل الليبيين معه". ومن جهته، أكد عادل المصمودي الذي يبلغ من العمر 41 عاما وجاء إلى الساحة مع ابنه وابنتيه مبروكة ونهى "أنه أجمل عيد في حياتي". وذكر محمد فرحات (34 عاما) وهو موظف أن "الأسوأ مر. نحن الطرابلسيين عشنا ستة أشهر من الرعب النفسي الذي مارسه عملاء القذافي". وعبر عن أمله في أن ينعم ابنه البالغ من العمر أربع سنوات "بحياة أفضل". وقال إنه متفائل على الرغم من الصعوبات الأولى التي تواجهها ليبيا الجديدة حيث ما زالت هناك جيوب للمقاومة ونقص في كل المواد وقلق على المستقبل. أما عدنان شكاب الطالب البالغ من العمر 17 عاما الذي شارك في الصلاة مع عائلته فقال "أشم هواء حرية غير عادي وهذا الأهم لأنه ليس هناك أثمن من الحرية".
إلى ذلك قال مسؤول الشؤون العسكرية في طرابلس عمر الحريري إن "المعلومات التي أملكها هي التالية: من شبه المؤكد بنسبة ثمانين بالمئة أن القذافي ما زال في ليبيا". ومن جهته، قال أحمد داراد المكلف بالشؤون الداخلية في البلاد "نعتقد أنه في ليبيا ومن حقنا قتله". ويقول الثوار إن القذافي يختبئ إما في بني وليد جنوب شرق طرابلس أو في محيط العاصمة. كما تحدثت شائعات عن وجوده في سرت المنطقة التي يتحدر منها. وأعلن حلف شمال الأطلسي أمس أنه عزز ضرباته على مدينتي سرت مسقط رأس القذافي وبني وليد. وخلال نهار أمس، دمرت قوات الحلف خصوصا 12 آلية مسلحة وثلاث دبابات ومنشأة رادار في محيط سرت ومستودعا للذخائر وثلاث قاذفات صواريخ أرض أرض قرب بني وليد.
وفي روما، قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن سقوط سرت سيشكل نهاية نظام القذافي. وأضاف في مقابلة "إذا سقطت سرت باستسلامها سلميا، فإنها ستكون آخر معقل وسيعني ذلك سقوط النظام". وتابع أن مهمة حلف شمال الأطلسي "ستنتهي عندما تصبح ليبيا حرة"، موضحا أن التفويض الحالي للحلف ينتهي في نهاية سبتمبر. وأوضح أن مهمة الحلف "يجب أن تواكب سقوط النظام لتجنب أي تراجع أو أعمال قد يقوم بها النظام خلال انسحابه".
من جهة أخرى، يشارك الموفد الروسي ميخائيل مرغيلوف اليوم في باريس في مؤتمر "أصدقاء ليبيا" الذي سيحضر لمرحلة ما بعد القذافي. كما قررت الصين إيفاد نائب وزير الخارجية جاي جون إلى المؤتمر للمشاركة في المؤتمر بصفة "مراقب". وسمحت لجنة العقوبات في الأمم المتحدة لبريطانيا بالإفراج عن 1,6 مليار دولار من الأرصدة الليبية المجمدة بهدف تقديم مساعدة إنسانية إلى طرابلس. وتأمل ألمانيا من جهتها بالإفراج عن نحو مليار يورو من الأرصدة المجمدة فيما ترغب باريس في الإفراج عن خمسة مليارات يورو للمساهمة في شراء احتياجات إنسانية لليبيا. وأعلنت كندا أنها تريد الإفراج عن ملياري دولار من ودائع نظام القذافي المجمدة في المصارف الكندية من أجل تأمين إعادة إعمار ليبيا.