نقطة تحول
بدأت قدما صالح خليفة مداعبة الكرة مبكرا في أحياء مدينته الدمام، وذاع صيته بين أقرانه الصغار بفضل لمساته الراقية وأهدافه الساحرة التي لفتت الأنظار، ومعها كبرت أحلامه التي طالما داعبت مخيلته صغيرا، والمتمثلة في ارتداء القميص الاتفاقي، ولم يطل انتظاره بعد أن شاهد براعته شقيقه الأكبر راشد، وكان وقتها لاعبا في الفريق الاتفاقي، فقاده إلى مقر النادي ليلتحق رسميا بناشئيه.
كان ذلك عام 1968 وحينها لم يكن صالح قد تجاوز 14 ربيعا، بيد أن ما حدث في ذلك العام كان نقطة تحول في مسيرته، ففي نفس العام حقق الفريق الأول كأس الملك للمرة الأولى، لتتدفق إغراءات أندية الرياض وجدة على أبرز عناصره، وبالفعل انفرط عقد الفريق، وكان تصعيد العناصر الشابة، ومن بينهم صالح، الحل الوحيد لسد فراغ المغادرين.
وقفة لا تنسى
جاور صالح في بداياته أسماء اتفاقية مخضرمة، أمثال الفصمة وعبدالله يحيى وهلال الطويرقي وغدرة، بيد أنه استفاد كثيرا من خليل الزياني الذي كان قائدا للفريق الفائز بكأس الملك، وجاوره في الملعب طوال عامين قبل أن يعلق حذاءه ويتجه إلى التدريب لاحقا، ويسجل التاريخ للأخير وقفة لا تنسى مع صالح، بعد أن لاحظ هروبه من التدريبات واتجاهه لممارسة الكرة في الحارة، وكان الزياني بخبرته العريضة يرى أن مستقبلا مشرقا ينتظر هذا الشاب الصغير بشرط انضباطه ومحافظته على نفسه، فقرر المرور بمنزله يوميا وأخذه معه للتدريبات، وبالفعل كانت نظرة الزياني في محلها بعد أن ازداد تألق صالح وبات عنصرا أساسيا في (فارس الدهناء)، وذاع صيته في حقبة السبعينيات، واستمر في عطائه لناديه ومنتخب بلاده لعقدين قادمين.
فترة ذهبية
لم تنته تلك العلاقة الوثيقة بين صالح والزياني بعد اعتزال الأخير واستمرت من خلال توليه تدريب الاتفاق والمنتخب السعودي في مطلع الثمانينيات، عندما كتب الثنائي ميلاد حقبة ذهبية شق الاتفاق خلالها طريق البطولات المتتالية بجيل جديد بقيادة عميد المدربين الوطنيين فيما كان خليفة قائده على المستطيل الأخضر، بدأها (فارس الدهناء) بأول لقب دوري عام 1983، وتوالت بعدها الألقاب طوال عقد كامل بإضافة 6 أخرى، بينها 4 ألقاب خارجية (خليجية وعربية) وضعته كأول سفير للكرة السعودية، كانت تلك الألقاب والبطولات كل ما يحتاجه الاتفاق كناد عريق غاب عنها 15 عاما متتالية، يقول صالح عن تلك الفترة الذهبية «مهما كان تاريخ اللاعب حافلا، فهو لا يساوي شيئا بدون رصيد بطولات.. تاريخه باختصار هو بطولات وإنجازات فقط».
أيام عصيبة
تمتع صالح بسلوك رياضي رفيع بجانب نجوميته، وتجلى ذلك في موقف عصيب لن تنساه الذاكرة الرياضية، عندما تعرض لإصابة عنيفة أثناء كرة هوائية مشتركة مع مدافع أهلاوي خلال لقاء الفريقين في نصف نهائي كأس الملك عام 1985، لم يصدق الطبيب بعدها أنها حدثت في مباراة كرة قدم لبشاعتها، حتى أنه منعه من مشاهدة وجهه في المرآة خشية تأثره نفسيا، وقضى صالح أياما عصيبة في مستشفى بمدينة جدة وخضع لعملية جراحية، الطريف أنه أكد لاحقا احتفاظه بصورة لوجهه بعد الإصابة، وأثبت تمتعه بخلق رفيع عندما نفى أي نية تعمد من قبل منافسه، رغم اختلاف كثيرين معه، بل وأعلن أكثر من مرة ميله للأهلي بعد الاتفاق، واعتبره أحد الفرق القليلة التي تجيد الكرة الشاملة التي يعشقها صالح بسبب أياكس وهولندا السبعينيات.
حضور ثابت
ارتدى صالح قميص منتخب الشباب لأول مرة عام 1973 عندما قابل سانتوس البرازيلي ونجمه العملاق بيليه، وبعد أن فرضت عليه الرهبة وعمره الصغير الاعتذار عن مشاركة المنتخب الأول في دورة الخليج الثانية 1972، استدعي في عمر 20 عاما للمشاركة في الدورة الثالثة وتألق وسط كوكبة من النجوم، وأصبح اسمه بعدها ثابتا في كل دورة خليجية حتى الدورة الثامنة 1986، ولم يغب (المايسترو) عن أي تشكيلة للأخضر في كل محفل طوال عقدين من الزمن، معاصرا 4 أجيال كروية مختلفة كان آخرها جيل ماجد والنعيمة وعبدالجواد، وبقية الجيل الماسي الذي حقق معه صالح أعظم منجزات الكرة السعودية، ووضع بقيادة الزياني بصمتها العالمية الأولى بتأهل لأولمبياد لوس أنجلوس 1984، أتبعه بكأس أمم آسيا كأول لقب للكرة السعودية.
1968
انضم لناشئي الاتفاق وعمره 14 عاما
1973
ارتدى قميص منتخب الشباب لأول مرة
1973
استدعي للمنتخب الأول وشارك في دورة الخليج
1983
فاز مع الاتفاق بأول لقب دوري
1984
تأهل مع المنتخب لأولمبياد لوس أنجلوس
1984
حقق مع المنتخب لقب كأس الأمم الآسيوية
1986
آخر مشاركة له في دورات الخليج
6 ألقاب لاحقة حققها مع الاتفاق