خذ معك الهدايا كلها وسافر، سافر بعيدا يا دكتور حافظ وخذ منها ما تشاء ولا تعد إلينا إلا بإنجاز أنت أهل له فكلنا معك وخلفك، إن كان هذا ما تريد أقوال وتطبيل.. ولكن هل كلامنا سينفعك، أم هل تطبيلنا سيفيدك أنت وزملاءك.. أعدك إن كانت كذلك فلن يجف حبر القلم عن المديح وكيل الثناء، سأبحر بك إلى مشارق الأرض ومغاربها تمجيدا وإشادة وأوصلك عنان السماء مدحا (وترفيعا) لكن ماذا بعد؟ ستخسر نفسك وأخسرني معك بأسبابك.

لم نكن نحتاج تلك البكائية والمحاضرة الطويلة العريضة في برنامج كورة، فليس هناك محام للوطنية ولا نقبل أن يعيش بيننا أو ينطق بلساننا من يشكك في أخيه حتى تنطلق بالدعاء على نفسك وتأكيد مواطنتك، كان يكفينا في ظهورك كلمة (آسف) في حق أستاذ الأجيال عبدالله الدبل، وكان يكفينا منك (نحن) مقصرون أنا وزميلي محمد النويصر ونأمل أن نكون تعلمنا من أخطائنا، وكانت تكفينا كلمة (تسرعت) في تصريح مسبقي الدفع، ليس لأنهم ليسوا موجودين ولكن لأنك (المسؤول) الذي لا يقبل منك ما يقبل من غيرك.

أخي الدكتور حافظ أرسل لك هذه الكلمات بكل الحب فأنت لم تكن في الحلقة إلا شخصا لم يعرف قيمة نفسه ولا حساسية مناصبه ومكانتها، أريدك فقط (وأنا من يتعلم منك) أن تنظر للأمير نواف حين يتحدث، وتستذكر ابن همام حين يحاصر، بل تذكر نفسك في قاعات الجامعة، فلغة المسؤول يجب أن تختلف عن غيره، والإنسان (المنظم) تدافع عنه أعماله لا أيمانه، وما مقارنتك لنفسك في كل مرة بغيرك إلا إقلال في قدر مسؤوليتك حاولت أن أعديها بإغرائها بالمرور عبر بوابة إلكترونية ولكنها رفضت، وقالت: حتى لو مشيت فالملعب ما فيه حتى كأس ماء أشربه!!