«دوران كرويف»
(The Cruyff Turn)
الأكثر شهرة على الإطلاق، وسميت على اسم الحركة التي استخدمها «يوهان كرويف» بشكل منتظم، وتعد مهارة أساسية اليوم يستخدمها عدد من اللاعبين، بيد أنه لا يمكن لأي منهم أن يجعلها مدمرة تماما مثل الأسطورة الهولندية.
كانت ثورية عندما نفذها بإتقان لأول مرة ضد السويد في مباراة دور المجموعات في كأس العالم 1974، تاركا المشاهدين في جميع أنحاء العالم في حالة من الذهول، وكانت ضحيتها المدافع العاجز يان أولسون، حيث تظاهر الهولندي بتسديد كرة عرضية، قبل أن يسحب الكرة خلف ساقه الثابتة ويستدير 180درجة، مستخدما مشط قدمه الداخلي، ويعود إلى مساره وينطلق بعيدا عن أولسون الذي لم يدرك أين ذهبت الكرة.
لم يرَ أحد مثيلا لتلك المهارة من قبل، والتي تحدث لاحقا عنها ضحيتها أولسون قائلا «لعبت كرة قدم على أعلى مستوى 18 عاما ومثلت السويد 17 مرة، لكن تلك اللحظة ضد كرويف كانت الأكثر فخرا في مسيرتي.. اعتقدت أنني سأفوز بالكرة بالتأكيد، لكنه خدعني.. لم أشعر بإهانة، فلم يكن لدي فرصة، فقد كان كرويف عبقريا».
منذ تلك اللحظة الأيقونية، لا تزال تلك «الخدعة» واحدة من أكثر المهارات استخداما حتى اليوم، ووقع كثيرون ضحية لها، ومن تلاميذ المدارس إلى المحترفين بدأ عالم كرة القدم في تعلمها، وهو ما يشهد على مدى أهميتها والتأثير الكبير لمبتكرها على اللعبة الحديثة، وستضيف دائما إلى السحر الجذاب لأسطورة أياكس وبرشلونة الذي سيكون من الصعب تجاوز مساهماته في اللعبة الجميلة.
«جزائية بانينكا»
(The Panenka Penalty)
إذا كانت هناك أي حيلة كروية تؤكد على ثقة جريئة بالنفس، فهي بانينكا، التي سميت باسم النجم التشيكوسلوفاكي أنتونين بانينكا، عادة ما تمثل ركلات الجزاء فرصا ذهبية يسعى اللاعبون إلى تسجيلها دون كثير من الضجة، وعادة ما يميلون إلى الطريقة التقليدية بتسديد قوية إلى الزاوية الأعلى والأبعد لضمان ولوجها الشباك، ومع ذلك، تجرأ «بانينكا» على التفكير بشكل مختلف في نهائي يورو 1976 محيرا جماهير كرة القدم، ففي اللحظة الأكثر توترا وتحت أنظار الملايين تلفزيونيا، تقدم لاعب الوسط بهدوء لركلة ترجيح حاسمة في مواجهة الحارس الألماني العملاق سيب ماير المتأهب لتصويبة أكثر قوة، ركض بانينكا نحو الكرة، وتظاهر بركلها إلى اليسار، وبينما ارتمى «ماير» لإنقاذ الركلة، نقر بانينكا الكرة ببساطة في منتصف المرمى ولم يكن بوسع ماير إلا أن يشاهدها بلا حول ولا قوة، تطفو فوقه في طريقها للمرمى.
من حيث الأعصاب والثقة المطلقة، فإن ركلة بانينكا تتفوق على كل شيء آخر، قد لا تكون مستحسنة بالنسبة للاعبي كرة القدم، ولكنها ممتعة للمتفرجين بلا شك، وتعد واحدة من أكثر الطرق مهارة، أو ربما غطرسة، للتغلب على حارس مرمى من ركلة جزاء، فليس كل المهارات تتمثل في إذلال المنافس عبر لعب مفتوح، ويعد بانينكا أول لاعب يستخدم هذه التقنية، وبالتأكيد أول من فعلها في مباراة رفيعة المستوى، قبل أن تصبح ظاهرة ويتم تقليدها على نطاق واسع منذ ذلك الحين، من قبل زين الدين زيدان وأندريا بيرلو وممفيس ديباي وآخرين، وأصبح (بانينكا) المصطلح المقبول لركلة جزاء ينقر فيها اللاعب الكرة بدلا من ضربها بالطريقة التقليدية من أجل خداع حارس المرمى، ووفقا لموقع (FIFA) صرح التشيكوسلوفاكي بعدها «أظن أن ماير لا يحب سماع اسمي كثيرا.. لم أرغب أبدا في جعله يبدو سخيفا، على العكس، لقد اخترت تنفيذ الركلة بتلك الطريقة لأنني رأيت وأدركت أنها الوصفة الأسهل والأبسط لتسجيل هدف».
«وثبة بلانكو»
(The Blanco Hop)
كواوتيموك بلانكو مهاجم مكسيكي ارتدى قميص منتخب بلاده في أكثر من 100 مناسبة دولية على مدار 23 عاما، ولعب أيضا في عدد من الأندية في مسيرته اللامعة، ابتكر إستراتيجية فريدة وغريبة للتغلب على المدافعين عند اعتراضهم له، ومن ثم التغلغل نحو منطقة جزاء، وهو عادة ما يستخدمها على الأطراف، أو بالقرب من مرمى الفريق المنافس، وقدمها للمشجعين في مونديال فرنسا 1998، عندما كان محاطا بمدافعين، حيث حبس الكرة بين قدميه معا، قبل أن يقفز حرفيا في الهواء، حاملا الكرة، ومبتعدا عن طريق الخطر.
قد يبدو الأمر سهلا، ولكن تنفيذ «الوثبة» لم يكن يسيرا، ومن النادر مشاهدة مهارة محددة تنفذ غالبا عن طريق لاعب واحد، في الواقع، أننا لا نتذكر رؤية أي شخص غير بلانكو يفعل ذلك في مبارة كرة قدم، وهو يظهر مدى صعوبتها، وعلى الرغم من عدم نجاحها دائما، إلا أنها مسلية للغاية، ويمكن أن تتسبب في إحراج عدد من المدافعين عند تنفيذها بشكل صحيح.
ربما تبدو Cuauhtemiña، كما يطلق عليها المكسيكيون غير مجدية إلى حد ما، بيد أنها امتعت الجماهير، وجسدت شجاعة اللاعب وقدرته على الابتكار، ويمكن القيام بها الآن كمهارة خاصة في سلسلة ألعاب الفيديو الشهيرة من FIFA، بقي أن نذكر حقيقة ممتعة وهي أن بلانكو حاليا حاكم في المكسيك.
«خانة ماكليلي»
(The Makelele Role)
لاعبو خط الوسط الدفاعي (المحور الدفاعي) لهم أهمية قصوى لفريق كرة القدم هذه الأيام، في الواقع، تفضل بعض الفرق الاعتماد على اثنين منهم عبر أسلوب اللعب 4-2-3-1، ومع ذلك، تم تعميم هذا الدور في أواخر التسعينات وأوائل العقد الأول من القرن الحالي من قبل لاعب خط الوسط الفرنسي كلود ماكيليلي، أحد اللاعبين الوحيدين في التاريخ الذين حصلوا على دور/ خانة فعلي في اللعب سُمي باسمه، لم يتقنه أي لاعب آخر منذ اعتزاله عام 2011.
كان ماكيليلي مدمرا، أحبط هجمات المنافسين مرارا وتكرارا في خط الوسط، كما أنه قدم تغطية لمدافعي الأطراف المتقدمين، وعمل كمدافع خامس لفريقه، إن أداء ماكيليلي المهيمن سواء مع أندية مارسليا وريال مدريد وتشيلسي وباريس سان جيرمان أو المنتخب الفرنسي، جعله عنصرا لا غنى عنه لأي فريق لعب له، وبالتالي تم تسمية موقع اللعب نفسه باسمه.
ومع ذلك، هناك أنواع مختلفة من لاعبي خط الوسط الدفاعي، وليس كلهم يؤدون نفس الوظيفة، بيد أن المجال لا يكفي لمناقشة كل هذه التعقيدات في هذا التقرير، ونفضل الاحتفال بتأثير ماكيليلي على اللعبة من خلال النظر في بعض مآثره، يمتلك الفرنسي مسيرة رائعة، حيث فاز بـ15 لقبا على مدى 20 عاما، وأصبح (دور ماكيليلي)، المصمم على غرار «ماكيليلي» نفسه بالطبع، طريقة تعبير شائعة إلى حد ما داخل اللعبة، ويستخدم ليعني نوعا معينا من لاعبي خط الوسط الذي يحب الدفاع ولعب التمريرات البسيطة.
«التفافة بيليه»
(Pele Runaround)
حيلة أتقنها «الملك» نفسه، قدمها بيليه لأول مرة على مسرح كرة القدم في مونديال المكسيك 1970، ويمكن القول بثقة، كانت أفضل نموذج مهارة تم أداؤه دون لمس الكرة، وبالرغم من كل انتصاراته ونهاياته المثالية، كانت أكثر اللحظات التي لا تنسى في حملة مونديال 1970 التي حققها مع البرازيل، كرتين ضائعتين.
الأولى كانت محاولة تسديد جريئة من داخل ملعب البرازيل باتجاه مرمى تشيكوسلوفاكيا، ذهبت على مقربة من القائم الأيمن، فيما كانت الثانية، التي تم التقاطها في صورة رائعة، جاءت في لقاء نصف النهائي مع أوروجواي، وأظهرت حركة ستُعرف باسم «Pele runaround»، حينما انطلق أسطورة «السيليساو» وراء تمريرة قطرية من توستاو، ولمح حارس المرمى لاديسلاو مازوركيفيتش مندفعا باتجاهه، وصل بيليه إلى الكرة أولا، وبدلا من محاولة مراوغته أو لكز الكرة في الشباك في الزاوية الضيقة، سمح للكرة بالانجراف إلى يسار الحارس قبل أن يدور في الاتجاه الآخر حول مازوركيفيتش المرتبك، ويذهب لاستقبالها خلفه أمام المرمى الخالي، مع ذلك لم يستطع صاحب الرقم 10 إكمال تحفته الفنية، مع تسديدة منزلقة بقدمه اليمنى ذهبت بجانب القائم البعيد، كان تنفيذا مبتكرا، واستحوذت تلك الكرة الضائعة على خيال العالم، وتبقى جزءا لا يمحى من أسطورة هذه البطولة، حتى أن من يشاهد تلك اللقطة إلى وقتنا الحالي يتساءل كيف ضلت الكرة طريقها للمرمى.
«روليت زيدان»
(Zidane Roulette)
حيلة أخرى مع عدد من الاستخدامات اعتمادا على الموقف، يتم استخدامها بشكل عام لخلق مساحة في المناطق الضيقة عن طريق إخراج الخصم المباشر من اللعب، وهي حيلة مجهولة المصدر، بيد أنها اشتهرت وتم تطويرها بالفعل لأول مرة في أوروبا من قبل الفرنسي إيف ماريوت، وتحديدا في حقبة السبعينيات، وتتضمن الحيلة قيام اللاعب أثناء ركضه بالوقوف على الكرة باستخدام قدم واحدة والدوران عليها من أجل حمايتها بعيدا عن الخصم، ثم الدوران من جديد باستخدام القدم الأخرى، مما يسمح له بتغيير الاتجاه وسحب الخصم بسرعة.
ويطلق على هذه الحيلة عدد من الأسماء، اعتمادا على مكان وجودك في العالم، ومن بينها «الروليت» و«360» و«Gringo»، وحملت أيضا اسم اثنين من أعظم اللاعبين، زين الدين زيدان ودييجو مارادونا، وفي حين أن الأرجنتيني بالطبع نفذ المهارة قبل زيدان، اعتبر كثير من الفرنسيين أن مواطنهم أتقن التقنية واستخدمها بشكل أكثر، وسميت فعليا «روليت مارسيليا»، نسبة لاسم المدينة التي صقل فيها العبقري زيدان تلك المهارة، وبغض النظر عن مدى اعتقاد أي شخص، لا يوجد أي لاعب قام بتنفيذها مرارا في مباريات كبرى وكأنه في حديقة منزله الخلفية، بخلاف مدرب ريال مدريد الحالي، بل وربما يكون هو أفضل من استولى على الخيال، باستخدامها كميزة منتظمة في أدائه وبأفضل طريقة ممكنة.
حركات مهارية شهيرة في كرة القدم:
- Elastico
يشار إليها غالبا باسم flap-flap
نفذها لأول مرة البرازيلي ريفيلينو خلال كأس العالم 1970
أوضح اللاعب نفسه أنه تعلمها من زميله «سيرجيو إيتشيجو» عندما كانا في كورينثيانز
اشتهر بها أيضا نجم برشلونة السابق رونالدينيو
- Rabona
تتمثل فى ركل الكرة بساق من وراء الساق الأخرى لتربك لاعبى الخصم
يعد الأرجنتيني ريكاردو إينفانتي أول من استخدمها في مباراة رسمية في الأربعينيات
أشهر من استخدمها بيليه ومارادونا وزولا ودي ماريا
- Bicycle Kick
ركلة الدراجة أو الركلة المقصية
تستخدم هذه المهارة من المهاجمين لتسجيل الأهداف
يعد التشيلي رامون أونزاجا إيسلا أول لاعب يستخدمها في التاريخ
- The Step over
تعتمد على تحريك متكرر للقدمين حول الكرة بحركة دائرية لخداع المنافس
اشتهر بتنفيذها الظاهرة البرازيلي رونالدو
لاعب بوكا جونيورز الأرجنتيني بيدرو كالومينو أول من استخدمها عام 1910