فى الثالث عشر من يناير الماضي، وبعد 34 يوماً من إقدام مفجر ثورة الياسمين التونسية، الشاب محمد البوعزيزي على حرق نفسه، في مدينة سيدى بوزيد، خرج الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن علي بخطابه الشهير الذي قال فيه:" "أنا فهمتكم.. فهمت الجميع: البطال والمحتاج والسياسي واللي طالب مزيد من الحريات، فهمتكم، فهمتكم الكل" وقتها لم يكن لما ادعى بن علي فهمه معنى من قريب أومن بعيد، فقد رد التونسيون:" انتهى الوقت يا بن علي" لأنه رغم إعلانه أنه فهم فإنه في الحقيقة لم يفهم لا هو ولا مبارك من بعده ولا القذافى ،فلسان حال الحقيقة " ما فهمتكم".

"ما فهمتكم " هو عنوان وموضوع الرواية الجديدة التى صدرت أخيراً للدكتور مرعي مدكور ضمن روايات الهلال .. من وحي ثورات الربيع العربي والتى حاول فيها أن يرصد المتغيرات التي هزت المجتمع في الفترة الماضية وأطاحت بنظام الحكم. وتتداخل انفعالات بطل الرواية مع تفاعلات من حوله من المواطنين والأطباء والأقارب. خاصة بعد معرفتهم أنه مريض بالفيروس الملعون الذي اقتحم أكباد المصريين دون رحمة وعلاجه المكلف جداً والمتعب جداً والصعب جداً كصعوبات مفردات الحياة في العصر السابق. فهل ستكون كذلك فيما بعده.

تقابلك في بداية الرواية كلمات الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وهو يهم بالهروب.

ويقول مدكور :تتناول هذه الرواية ما عشناه أنا وأنت وغيرنا وأهلنا وناسنا عبر ما يقارب ثلث قرن غبناً وقهراً ونفياً داخل بلادنا حتى تغلغل هذا النفي إلى أعماق نفوسنا.