ماذا يحدث في مصر؟ هل يتسابق المذيعون والمحللون الخنفشاريون إلى هدم تاريخ العلاقة السعودية المصرية بسبب "زناكس"؟ أحدهم يعمل في قناة سعودية، والآخر تم تمويل فيلمه الشهير عبر وساطة وشركة ومستثمرين سعوديين، وثالث لم يعرفه العرب إلا عبر قناة خليجية، فلماذا هذه الإساءة المتواصلة بسبب شخص أتى محملا بـ21 ألف قرص "زناكس"؟
كل ما يحتاجه هؤلاء، عمارة، في كل نافذة من نوافذها مكبر صوت، وجدار زجاجي، ومرآة، ومجموعة مغفلين فوق السطح، و"كباية شاي"، ويبدأ المشهد الأول في فيلم الثرثرة "عمارة ببغاوان"!
ما يحدث من إساءات للمملكة أبسط ما نستطيع أن نقول عنه إنه "بلطجة" إعلامية، يقوم عليها مشاهير يبحثون عن شهرة إضافية، لا تسمن ولا تغني من جوع، إلا أنها قد تكون الشارخ الأكبر للعلاقات بين البلدين. الإعلام المصري غائب عن توعية الشعب بحقوقه، وبالرد على المرشحين الرئاسيين الذين لم يبقوا آية من القرآن إلا واقتبسوها ليجعلوها صفة من صفاتهم، والإعلام المصري الذي تحمس واندفع في قضية "الجيزاوي" كان عليه أن يلتفت للاقتصاد المنهار، ولمجلس الشعب الذي تحول إلى فقرات فكاهية. حين تتحدث عن المدارس الصحافية في العالم العربي فإنك أمام خيارين تحتار بينهما، المدرسة المصرية واللبنانية، وفي الأولى خبرات وقامات لا يمكن الاستهانة بها، أو التقليل من شأنها، لكن من ظهروا لنا في الآونة الأخيرة، مستغلين "الحرية المطلقة" لهم، حولوا سمعة كثير من القنوات المصرية إلى قنوات "لطم"، وكأنهم قد أعلنوا إفلاسهم إعلاميا، يبحثون كل يوم عن جنازة يشبعون فيها "لطم"!
إشاعة، لا تعرف عنها زوجة الجيزاوي حتى، وأحكام بالجلد، تلقفوها من "الإنترنت" وهيجوا الرأي العام، وفي الأخير كانت كل القصة "ما نعرفش مصدرها ايه"!
نعود إلى عمارة "ببغاوان"، أثناء تصوير المشهد الأخير يعرف الجميع الحقيقة، والمخرج "عامل نفسه ميت"!