لمنطقة جازان كغيرها من مناطق المملكة، عادات وتقاليد في عيد الفطر المبارك، وعلى الرغم من أن هذه العادات اندثرت في المدن وعدد من المحافظات الكبيرة، إلا أن أهالي القرى والهجر الصغيرة ما زالوا متمسكين بها، إذ يتجه الأهالي عقب صلاة العيد، إلى أقرب منزل من المصلى للسلام على أهله، ثم يرافقونهم للسلام على أهل البيت الذي يليه وهكذا إلى الانتهاء من معايدة كافة المنازل في القرية أو الهجرة.
ويعود كل شخص إلى منزله ليحضرما يسمى "الفطرة أو العيدية"، وهي وجبة غذائية تختلف الأسر في إعدادها، فمنهم من يعد الأكلات الشعبية كالمرسة أو العصيدة أو الحياسي أو الثريد، ومنهم من يعد الكبسة "بالدجاج، واللحم" أو إعداد الأرز ووضع التونة المعلبة عليه وتزيينه بالليمون والشطة وهي الأكلة المفضلة لدى الشباب وصغارالسن من الأطفال، فيما تختفي وجبات السمك وذلك لانعدام من يبيعه طازجاً ليلة العيد. ثم تحضرهذه الوجبات في مائدة إفطار جماعي، يختارموقعها أهالي القرية أوالهجرة بجانب المسجد أو منزل أحد الأعيان. وبين المواطن أحمد ناصر "من الشقيق"، أن جميع أهالي الحي أصبحوا يعرفون موعد الحضور لوجبة الإفطار، إذ تكون بعد أداء صلاة العيد مباشرة، مؤكداً أنها فرصة للتهنئة بالعيد وفرحة تجمع كافة الأهالي، مشيراً إلى أن الجميع يخرجون بأطفالهم إلى الشارع المخصص والذي يقع في منتصف الحي، لتناول وجبة الإفطار.
فيما يقول المسن هادي عبدالله "من الشقيق": إن الأسر في الحي أصبحت على دراية كافية بالوجبة التي تلقى قبولا من الفئات المختلفة من الشباب وكبار السن والأطفال، مؤكداً أن الأهالي كافة يتذوقون من كل سفرة القليل ليتم المرورعلى كل السفرالمعدة للتناول، إذ تتكرر عبارة "عيد" لتذكيرالآخرين بالتذوق من كل الأطباق المعدة وعدم الاكتفاء بواحد. بدوره، أوضح الشاب محمد أحمد، أن كبارالسن في الشقيق يتجهون إلى وجبتهم المفضلة وهي "الثريد والمرسة والعصيدة"، بينما الشباب يتجهون إلى أطباق الكبسات المختلفة من "اللحم والدجاج"، بينما يفضل الأطفال والشباب تناول وجبة التونة بالشطة والتي تلاقي قبولاً كبيراً لكثرة أعداد الأطفال ضمن الحضور. إلى ذلك، أكد عطية محمد من أهالي أبي عريش، أن هذه العادة متوارثة منذ أجيال، مشيدا بتكاتف الأهالي لاستمرار هذه العادات الجميلة، مبيناً مشاركة بعض المقيمين الساكنين بتلك القرى في المعايدة. من جانبه أشاد إدريس محمد "سوداني"، أن هذه العادة تحث على التآخي وترك المشاحنات والبغضاء داخل الأحياء وتنشر الفرح والسرور.