في هذا اليوم الفضيل أدعو الله سبحانه وتعالى أن يفتح على وزير الشؤون البلدية والقروية الموجود هذه الأيام في مدينة الدمام، وأن يلهمه وهو خارج من الفندق القاطن فيه ليأخذ المسار الأيمن بدلا من الأيسر ممتدا للكورنيش ليرى بأم عينيه حالة دفن كبرى ترتكب حاليا بحق البحر الملاصق لأحياء الدمام الشرقية، في مخالفة صريحة لأنظمة وزارة الشؤون البلدية والقروية، وأنظمة الدولة، ولعله حينها يتساءل: "ما الذي يحدث؟" ليحرج من يقف وراء هذه التعديات ومن ثم ربما تتوقف هذه المأساة التي كما أسلفت وكتبت عنها هنا تتمثل في دفن 35 مليون متر مربع من كورنيش وبحر الدمام، ليختفي الشاطئ وماء البحر وتحل مكانهما مبانٍ خرسانية للقطاع الخاص ضاقت عليها كل مساحات الصحراء لتدفن البحر بهدف حصد استثمارات عقارية على حساب الطبيعة، وإلحاق الضرر بالبيئة، ودفن أحلام المواطنين عبر استفزازهم بهذا الإجراء في وقت يشكو فيه الناس من شح الأراضي والمساكن وارتفاع أسعار العقار.
في هذا اليوم الفضيل أدعو الله سبحانه وتعالى أن يفتح على صاحب القرار ليستجيب لرغبات وسكان مدينة الدمام بوقف هذا المشروع الاستثماري القادم على حساب كل الممنوعات والمخالفات، وأن يأمر بوقفه والنظر في منح ملاكه مساحة مشابهة أو أكبر أو أصغر في مكان بعيدا عن أنظارنا، حيث نموت في اليوم كذا مرة ونحن نشاهد الجرافات والشاحنات تدفن أرواحنا ومستقبل أطفالنا مع كل متر يدفن من هذا البحر الأزرق الجميل.
لن أملّ من الكتابة ولن أتراخى عن المطالبة والشكوى عن هذا التعدي العلني على البحر، لأنني واثق أن كل المواطنين من الدمام وخارجها يمقتون مثل هذا العمل الذي يعارض كل التشريعات والقوانين الخاصة بالشواطئ في المملكة والصادر بقرارات رسمية وتوجيهات صريحة للأمانات والبلديات والجهات ذات الصلة.
في هذا اليوم الفضيل وفي ساعة استجابة متحققة بإذن الله تعالى أدعو الله العلي العظيم أن يلهم كل من يركض وراء الدنيا عبر دفن بحارها وشواطئها وكورنيشاتها بالتوقف عن فعله هذا وأن يهديه للحق، وأن يتذكر أن هذه المساحات الشاسعة من أراضي الدنيا التي يركض وراء تحصينها وتجميلها وبيعها واستثمارها لن يأخذ منها بعد وداعه لهذه الدنيا إلا مساحة متر في مترين بعمق متر واحد، ولا يمكن لأحد أن يضمن له أن يطل قبره على شارعين أو ثلاثة أو أن يكون على شاطئ مدفون أو مكان كورنيش جميل، حتى وإن حجز لنفسه من الآن ملايين الأمتار في أفضل المواقع، كما لا يمكن لأحد أن يضمن له منع الناس كلما مروا على تلك المساحة المدفونة من البحر أن يترحموا عليه بدلا من أن يدعوا عليه وهو في قبره. اللهم وسع على موتانا وموتى المسلمين في قبورهم ونورها عليهم وآنس وحشتهم فيها واجعلها روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفرة من حفر النيران، وضيق القبر على كل من ضيق على المسلمين في دنياهم وابتلع أراضيهم ودفن بحرهم واستحوذ على مناطق ترفيههم وشواطئ أحيائهم.. قولوا آمين.