من بين المسلسلات السورية التي عُرضت هذا العام، أثار مسلسل "سوق الورق" ردود الفعل الأكبر بين الكاتبة آراء الجرماني، وعدد من الأساتذة في جامعة دمشق، فأخذت الكتابات بين الطرفين في سجال كبير. وكان أن دخل المخرج أحمد الأحمد على خط السجال منذ أيام، متهماً من هاجم المسلسل بالوقوف في وجه "مسيرة الإصلاح".

وفي تحقيق مطول للصحفية أمينة عباس حول المسلسل، نشرته صحيفة البعث، أكد الدكتور أحمد قنديلي، نقيب المعلمين في جامعة دمشق، أن عدداً كبيراً من أساتذة وأعضاء هيئة التدريس في جامعة دمشق تقدموا باعتراض مكتوب على مضمون العمل، باعتباره يسيء ليس لسمعة جامعة دمشق، وإنما لسمعة الجامعات السورية.

أما الدكتور خالد حلبوني، معاون عميد كلية الآداب، فاعتبر أن المسلسل ليس له علاقة بالدراما، إضافة إلى أنه يشكل إهانة كبيرة لأقدم جامعة في الوطن العربي، وهو لا يعتبر أن كلية الآداب هي المعنية بالموضوع، بل التعليم العالي في سورية بجامعاته الخمس الرسمية، والخاصة كذلك.

الأستاذ في كلية الإعلام في جامعة دمشق الدكتور محمد العمر، ومدير المكتب الإعلامي للجامعة، أشار إلى أن العمل أهان العاملين في الجامعة، وتمنى العمر ألا يُفهَم من كلامه أنه ضد محاربة الفساد من خلال الدراما، وإنما هو ضد هذا العمل الذي يصفه بالضعيف، والذي يستند إلى غاية هدفها الإساءة، لذلك دعا مديرية الرقابة على النصوص إلى التدقيق أكثر في المرات القادمة، ليس بهدف التضييق، وإنما لعدم الوقوع في مطبات مشابهة.

ومن جهته يرى الباحث الاجتماعي أوس مرعي، وهو خريج جامعة دمشق، أن ما يُعرَض من فساد إداري واجتماعي ومالي، وما نراه من حالات ابتزاز، وأفعال كيدية، من أعضاء الهيئة التدريسية، ودور المستخدمين والموظفين في العمل، أقل بكثير مما يحدث في الواقع.

أما كاتبة العمل آراء الجرماني، فقالت "النص الذي قدمتُه كان اسمه بيوت من زجاج (أرجو ألا تفوت القارئ فرصة التأمل في العنوان)، وأنا جزء من جامعة دمشق منذ أكثر من 15 عاماً، والجامعة في المسلسلات السورية تقدم كديكور، أو مكان للحب والغرام، أما على أنها مكان للهموم والأوجاع فلم تقدم من قبل. لقد كانت الجامعة أحد خطوط المسلسل، وأؤكد على كلمة خطوط، لأن المسلسل فيه كثير من الخطوط الأخرى المهمة برأيي، مثل خط الدباغة، والتغير الاقتصادي، وخط المشتل، وزراعة الفطر، وخط تغيير المنزل، والخط الطبي والمشافي والصيدليات، وخط عمل طلاب الجامعة".