انتقد مسرحيون مصريون الأوضاع التي وصل إليها المسرح في بلادهم في مرحلة ما قبل الثورة، حيث عمد النظام السابق إلى تقليص دوره حتى صور دوره لمجرد أداء الواجب فقط.

وطالب المشاركون في ندوة المسرح والشارع، التي نظمتها الهيئة المصرية العامة للكتاب بضرورة وجود مسرح الشارع والتفاعل بين المسرح والجمهور بشكل فاعل ومستمر وأن يعبر عن هموم المجتمع وأيضا أشار جمهور الندوة إلى أهمية المسرح في تشكيل وعي الفرد وإدراكه خاصة بعد ثورة 25 يناير.

شارك في الندوة عدد من المسرحيين والنقاد منهم ماهر سليم، ورشا عبدالمنعم، وعبير علي، وأدارها جرجس شكري وقال: مسرح الشارع موجود في أميركا منذ فترة طويلة، وهنا في مصر قبل ثورة يناير كان ممنوعا أي مسرح في الشارع، المسرح فن آني والجمهور يراه مباشرة من دون مونتاج والعمل في المسرح جزء مستقطع من الحياة اليومية، وهناك علاقة مهمة جدا ووثيقة بين المسرح والجمهور حيث يتأثر به بسرعة شديدة، وقبل الثورة كان جمهور المسرح ضعيفا جدا والسؤال الآن كيف نعيد الجمهور للمسرح؟ ولنفعل ذلك يجب أن ندرك أسباب بعد الجمهور عن المسرح وأرى أنه لبعد المسرح عن مشاكل المجتمع وهمومه وبالتالي لا يجد نفسه فيه، في نهاية الخمسينات بعد ثورة يوليو فتحت أبواب المسرح القومي وكان يعاد العرض أكثر من مرة، وفي فترة الستينيات ازدهر المسرح بشكل كبير مع فترة النهضة، وفي أوائل السبعينيات هاجمتنا ثقافة الانفتاح وتحول المسرح إلى الشكل التجاري والأفيهات، بعد ذلك انفصل المعرض عن جمهوره حتى مسرح الدولة في الفترة الأخيرة تحول إلى أداء واجب وهذا حدث بفعل فاعل لخطورة فن المسرح فالمسرح له علاقة خطيرة جدا بالمجتمع، والمؤسسة الثقافية قبل الثورة كانت على يقين بخطورة هذا النوع من الفن ولذلك تم تحييده تماما عن الساحة. وعندما قامت الثورة كان الميدان بمثابة المسرح وهذا هو المسرح الذي كنا نبحث عنه منذ أكثر من أربعين عاما.

وقال ماهر سليم: يجب أن يعبر الفن عن هموم وآلام الناس الموجودة في الشارع ولا يجوز تقديم شيء للجمهور غير ما يهمه وقد قدمت مجموعة مسرحيات بمسرح الطليعة عبارة عن مجموعة أشعار تعبر عن المجتمع لفؤاد حداد وبيرم التونسي وبها تفاصيل المعاناة التي يعانيها الإنسان المصري، ويوجد مسرح الطليعة في ميدان العتبة وبعد ثورة يناير كان الميدان دائما به خناقات بين البائعين وكان أمامنا اختياران إما أن نترك المسرح أو نقف بالسلاح ندافع عن المسرح، ولكن وجدنا حلا آخر عملنا في ساحة المسرح حفلات شعبية بالمجان، وبدأ البائعون يقبلون على هذه الحفلات وشكلوا جمهورا كبيرا.

وقالت رشا عبدالمنعم: المسرح لديه قدرة غير عادية على جذب المشاهد من عالمه، وبالتالي يشكل في وعي الناس بالخيال والقيم وهذا ما جعل الحكومة السابقة تعزل المسرح عن الجمهور ومنعت مسرح الشارع وقلصت دور مسرح الدولة، والمسرح كأداة اجتماعية ونوع من أنواع الفنون يعد أهم فن يساعد الإنسان في إدراكه لمشاكله ويساعده على حلها، وقالت: إن المسارح السيئة شأنها شأن المدارس ودور العبادة السيئة. والمسرح هو الذي ينزل للشارع ويشتبك مع الجمهور بشكل حقيقي وأعتقد أن هذا ضروري في هذه الفترة ويجب أن يكون المسرح مرتبطا بفكرة الوعي، وأضافت رشا: اكتشفنا أثناء الثورة أن المسرح يسكن بداخل الشعب المصري فكانوا يعبرون عن آرائهم السياسية بطريقة درامية ومسرحية واللافتات التي كانوا يعلقونها كانت أداء مسرحيا، وبعد الثورة بدأ يظهر مسرح الشارع مثل الفن ميدان في السبت الأول من كل شهر في ميدان عابدين.