ما زال الحضور الجماهيري لمنافسات دوري زين للمحترفين الذي تصرمت أيامه الأسبوع قبل الماضي، دون المأمول بعد أن وصل الحضور في مجمله إلى الرقم 796158 متفرجا، بمعدل 4374 متفرجا لكل مباراة، وهو الرقم الذي لم يصل للحد الذي يأمله الاتحاد الآسيوي لاسترداد السعودية المقعد الرابع الذي ذهب نصفه في الموسم الحالي بسبب تراجع الحضور الجماهيري الناتج عن عدم تحسين بيئة ملاعبنا الكروية.
لغة الأرقام غالبا ما تكون أنباؤها أصدق من الكتب في إعطاء المدلولات لأي عمل، وبها يمكن للمخططين وراسمي الاستراتيجيات الانطلاق من قاعدة العمل السليم لبناء أي مشروع وتطويره.
ووقوفاً على حجم الكثافة السكانية في الرياض وجدة والقصيم والشرقية، نجد أن ذلك الرقم الجماهيري لعدد الحضور الإجمالي لمباريات الدوري يستحق أن يوصف بالهش والضعيف أمام أعداد سكان هذه المدن الكبيرة.
كما أن الرقم المعلن رسميا لا يعطي مدلولاً فنياً على مستويات فرق الدوري السعودي, بل إنه بمثابة جرس قوي لإعلان التعجيل في إصلاح البنى التحتية لملاعبنا والتسريع في خطط التطوير للمدن الكبيرة وضرورة أن يشمل قطار التطوير، هذه المدن كمرحلة أولى تكون بداية وصول إلى إنشاء ملاعب كروية وصالات رياضية مميزة حتى نسهل عملية الحضور الجماهيري أسوة بالبلدان المتقدمة كرويا.
لم تعد ملاعبنا مشجعة للحضور حتى الآن رغم الجهود المبذولة, إذ إنها تشكل خطراً بيئياً وصحيا على حضور الطلاب تحديداً من خلال الخدمات المقدمة والتناقض الكبير بين ما يواجهون به في مدارسهم في الصباح وما يقفون عليه مساء من تناول مواد غذائية غير صحية حين يذهبون لمؤازرة فرقهم.