(1)

يالمكانة «الأنف» عند العرب

تلامس الأنوف - أو تصادمها - يعدُّ تحية، علما بأن أمما أخرى لديها هذا التقليد كالسكان الأصليين في نيوزلندا، وتسمى «الهونغي»


أقول من مكانة الأنف -أيضاً- يشير العربي إلى أنفه بسبابته كنوع من تلبية الطلب.. بمحبة!

(2)

ويسألونك عن «الخشم» فقل سمي «خشما» نسبة للخيشوم في أعماق «العضو»، وسمي «أنفا» من الأنفة، وارتباط هذا العضو بمنخريه و»منعريه»، بالعزة أمر لا يستوعبه عقل.

(3)

رغم أنف «الأنف» ماهو إلا تجويفان، وشعيرات على «الظهر»، وحسبه غابة من الشعر في الداخل، وحساسية، وجيوب، وعصب شمي، وخلايا كأسية تفرز مخاطا، يلتقي مع مخاطية البلعوم والجيوب..ثم يأتي من يشير إلى كل هذا تلبية لطلب، ثم يُرد عليه بامتنان: عليه الشحم

(4)

الأجدر أن يشار بالسبابة إلى العينين بدلا من «الخشم» ذاك أنها أكثر لطافة، وتالله لا تفتأ أقوام تقدّس «الأنف» يقولون عند الغضب: «رغم الأنف»، وعند النصح: «خشمك منك ولو كان أعوج»، ويتضخم التناقض بمنقصة «بني أنف الناقة» لولا الحطيئة، فقط لأن «حنظلة» ولّى يجرجر ما تبقى له من جزور في يوم ذي مسغبة.

(5)

العربي حين يغضب لا يرضى إلا بتقبيل أنفه، وأذكر أن مراهقا طلبوا منه تقبيل أنف أبيه الغاضب منه؛ فاشمأز، وحتى إذا استيأس «الجيل التالي» جاء «بمنطقيته» ليجعل «خرجا» لمن يصنع «ردما» بين أجيال غابرة، وأجيال قادمة، تضع سبابتها على «زر» يصنع المستقبل بدلا من الأنف ومناخيره ومناعيره!