كذلك الإنسان فإذا أراد المربي أن يربي طفله على مبادرة وإلقاء السلام فإنه في بداية الأمر يشجعه على الوقوف أمام الجميع ويكافأ على ذلك، وفي المرة التالية يشجعه ويثني عليه ويقف معه وهو يلقي السلام، وهكذا حتى تصبح عادة للطفل عند الدخول للمكان، كذلك عند الاستيقاظ من النوم تطلب من الطفل الاغتسال وذلك بالقيام بالأمر معاً وتشجيعه وفي المرة التالية مكافأته وهكذا حتى تصبح عادة للطفل يفعلها عند الاستيقاظ.
فالسلوك مع التدريب والتكرار يصبح عادة مع اقترانه بالمكافأة والتعزيز، وهذا ما تكلم عنه عالم النفس الأمريكي كلارك هل في نظرية الحافز، وهي أن التعلم يحدث بالتدريج، من خلال ارتباط الاستجابات بمثيرات معينة تزداد هذه الارتباطات قوة بالمران والتدريب مع وجود التعزيز، وهي تساعد الفرد على الاتزان والتكيف مع البيئة الموجود فيها.
تتضح تطبيقاتها التربوية في مجال الإدارة الصفية، حيث إنه ليس بالسهل إدارة صف يحتوي على 20 طالبا تختلف أفكارهم وطموحاتهم وخلفيتهم الثقافية والاجتماعية وفئاتهم العمرية.
ونحن هنا نريد توظيف نظرية الحافز لتساعد المعلم في إدارة صفه بنجاح.
توصي نظرية الحافز بالآتي:
ـ تعرف على أهدافهم وأفكارهم.
ـ ساعدهم في صنع الهدف الذي يرغبون في تحقيقه.
ـ اطرح لهم مشكلات وشجعهم على حلها فالتدريب على حل المشكلات يجعل منهم أفرادا قادرين على تخطي العقبات وعدم الوقوف في منتصف الطريق لانتظار المساعدة أو الصدفة.
ـ كافئهم عند القيام بعمل جيد.
ـ تأكد دائماً أنه لا يوجد أشخاص متطابقون فكل شخص منفرد بكيانه وأفكاره.
ـ حاول أن تتواصل معهم وتحاورهم بمنطقهم وفكرهم لأن ذلك يساعد في كسر الحاجز ويقربك منهم.
ـ اجعل لهم أوقات راحة واستمتاع بقدر الجهد المبذول.
ـ اثنِ دائماً على عملهم الجيد.
ـ تدرج في طرح المعلومة الجديدة واربطها بما يسبقها.
ـ اصنع منهم جيلا مبدعا قادرا على تحقيق أهدافهم وأنر لهم الطريق لصنع وتحقيق أهداف أخرى.
وهذه التوصيات ليست حصراً على الإدارة الصفية بل تستطيع تنفيذها في إدارة المنزل - المؤسسة - التعامل مع الأشخاص سواء جماعة أو فرد لتكوين اتصال إيجابي مثمر.