هذه المنظومة الأسرية بعراقتها والمكون للشعب السعودي، طرأ عليها تبدل ملحوظ، فلم تعد الأساليب والقيم الأصيلة للأجداد والآباء بتجانسها وعمق معانيها تصل من مصادرها الأصلية العريقة بنقائها وجودتها، وإنما أصبح للمعلومة مئات المصادر، وتمر عبر آلاف المنافذ والقنوات مجهولة الهوية مع اتساع فضاءاتها.
مجتمعنا اليوم يمر بتحولات تطويرية سريعة بمتغيرات تنموية، أحدثت أثرا واضحا على كافة الأنظمة، وخاصة على البناء الأسري ومساراته ووظائفه الداخلية، والذي أدى لحدوث مشكلات وقضايا أسرية منها ما يتعلق بالجوانب التربوية، وبالعلاقات الأسرية، وقضايا تتعلق باستقرار الأسرة وتحقيق سعادة أفرادها.. إلخ.
الوضع الراهن يتطلب تدخلا رسميا لاستحداث مظلة للمنظومة الأسرية تعمل على تغذيتها صحيا واقتصاديا وفكريا وتربويا وتعليميا ونفسيا واجتماعيا، مثلها مثل بقية وزارات الدولة بمجالاتها وأقسامها الإدارية المتفرعة وأنظمتها المختلفة كالاقتصاد، الطاقة، البيئة، التجارة، والتعليم وغيرها.
تأسيس وزارة للأسرة وفق منظور شامل مدروس تمتد خدماتها لمختلف مناطق المملكة وتكون مرجعا للأم الحامل، الأم حديثة الولادة وطفلها الرضيع، للمربية، للطالب، للفتاة المقبلة على الزواج، للرجل والمرأة بمختلف مراحل حياتهم إلخ. تعمل تلك الجهة الرسمية على الحفاظ على مكونات الأسرة السعودية وتماسكها وتقوي أواصر العلاقات بين أفرادها، كما ستسهم بتأسيس جيل يدرك مسؤوليته ويحافظ على هويته.
منظومة وزارية أسرية يشارك الصغير قبل الكبير في تجسيد مواصفاتها ومهامها وأدوار أفرادها لإعداد نموذج أسري فريد بعراقته وقيمه، وبمواصفات حديثة، تليق بالمكون للشعب السعودي وبتاريخه المشرف وأمجاده العظيمة.