بعد حلقة داود الشريان عن قضية طلاب المعاهد الصحية تساءلت: هل نحن كلنا أكثر ذكاء من المسؤولين في وزارة الصحة، بحيث إنه بمجرد ما عرضت لنا القضية فهمناها وقمنا بحلها المتمثل في تنفيذ أمر خادم الحرمين؟ والقضية بالمناسبة هي أن شباباً سعوديين منا وفينا يمتلئون رغبةً وتميزاً اختاروا أن يكونوا ممرضين؛ رغبة منهم وتصميماً، ودرسوا في معاهد مصرح لها من وزارة الصحة، ثم خضعوا لاختبار لكفاءتهم ونجحوا أيضاً، وصدر قرار ملكي بتعيينهم ولم تعينهم وزارة الصحة التي من النادر أن ترى ممرضاً سعودياً فيها.
أربعة عشر ألف شاب - كما ورد في الحلقة - تتجاهل وزارة الصحة وجودهم وتأتي بممرضين من آسيا وأفريقيا يحملون نفس الشهادة وخضعوا لنفس الاختبار الذي نجح فيه الشباب السعوديون!!
(لماذا) كبيرة جداً.. صرخ بها مفرح الأسمري المتحدث بلسان خريجي المعاهد في الثامنة في وسط غياب مسؤولي وزارة الصحة الذين - بحسب هؤلاء الشباب - كان ردهم على هذه الـ(لماذا) "ما هو شغلكم"؟
إن صدور قرارات عليا من الدولة بتوظيف وتثبيت موظفين كل فترة تظهر لنا قضاياهم على السطح برأيي أنه ليس حلاً، ثمة خلل أيها الإخوة يجب كشفه ومعالجته. وهذا الخلل يتمثل في إداريين في بعض الوزارات يعملون بعلم، أو بغير علم، بعمد أو بغير عمد، على تهميشنا ووضع العقبات في طريق أبنائنا في سبيل الحصول على عمل شريف، في الوقت الذي تنشغل هذه الكفاءات عن خدمة الوطن بكشفهم.
وفي الحقيقة، أن هؤلاء الشباب الصغار سناً، العظماء في أسلوب حديثهم وعملهم، نجحوا في ذلك وعرّوا هذه الوزارة أمامنا جميعاً، بدءاً من سعد العتيبي ومفرح الأسمري اللذين حضرا الحلقة في الأستديو إلى سواق الليموزين وبائع الخضار وبائع الغتر!!
وبالمناسبة أقولها لهم: أنتم رائعون، وصاحب الحق في بلادنا سينتصر في النهاية، ولا أشك في أن من يسعى نحو حقه بهذا الشكل الذي رأيناه ويسلك الطرق المشروعة سيصل. إن الواقع يخبرنا بذلك، وفتح النوافذ المغلقة والسماح للمواطن بالتعبير عن رفضه لكل صور الظلم ما هو إلا مؤشرات لزوال حقبة أمثال هؤلاء الذين استبدلوكم بمن لا يفهمون لغتنا ولا يجيدون عملهم، ونقوم بتدريبهم ليعملوا في أميركا وأوروبا، وتذهب ملياراتنا أدراج الرياح.
الكرة ليست في ملعب وزارة الصحة ولا في ملعب الوزير، فلم يعد هناك كرة أصلاً، هناك شباب سيصلون أو وصلوا، لأن الحق معهم.