لعل من أجمل ما في الاختلاف الذي شاءه الخالق، جل جلاله، أن الاختلاف لا يمس جوهر البشر، بأي حال، فالناس جوهرهم واحد، وما فيهم من تنوع نعمة كبرى، وميزة عظمى، وصوت العقل هو الذي يستحق أن يعلو، ولا ينبغي أن يعلى عليه، وكما يقول العوام: «من عقله في راسه يعرف خلاصه»، وهذا الخلاص مرهون بالتوازن في كل جانب من جوانب الحياة، والدخول مع الناس في هذه الحياة الواحدة، والتعاون من أجل أن تستقر الدنيا، وأن يزدهر الوجود..
كل واحد من الناس له نصيبه في هذا العالم، وعلى عاتقه تقع مسؤولية أن يساهم بما يستطيعه من جهد، يتغلب به هو وغيره على العقبات والتحديات، والظلم والظلمات، وبخاصة في هذا العصر، الذي تكاد (العولمة) أن تلفظ أنفاسها منه، بل ربما تكون قد ولت، وتعداها العصر، ليصير عصرا خاليا من وهمها، ولتكون كل التخيلات مفتوحة فيه، بل ومتاحة تماما، لكل أحد سيعيش دورة حياتية جديدة، ملؤها القيود والتعقيدات..
شاء الإنسان أو أبى؛ لا يمكن أن يكون الإنسان إلا جزءا من محيطه وعالمه، ومؤكد أنه سيتأثر بغيره، ومن هنا فإن أبرز وصية ممكن أن يقدمها ناصح لغيره، هي ألا يترك أحد لأحد فرصة في أن يقرر عنه ما ينبغي أن يقرره هو لنفسه، وأن نحفظ أنفسنا ودولنا وعالمنا كله من كل سبب يؤدي إلى الأفكار المتشددة اليمينية العنصرية، وضبط أمورنا مع عالم جديد، يهم ناسه أن ينقذوا بعضهم حقيقة، من أن يقعوا فريسة لمن يتربص بهم، وأخص بالذكر أعداء الأمن والأمان، ومن يخطط ضد استقرار الأوطان، ومن يناصرهم أجمعين.