قوبلت الدعوة التي وجهها هذا الأسبوع عمدة باريس برتران دولانويه، إلى ممثلي الجالية المسلمة لتناول إفطار بمقر البلدية ، وأعقبته سهرة رمضانية بانتقادات الكثيرين في باريس الذين أكدوا أنه تصرف يخالف أسس الجمهورية التي تستند على قواعد وأسس علمانية، وبأنها ذات طابع ديني بما أن صيام شهر رمضان من ركائز الدين الإسلامي وطالب مستشار باريس جيروم دوبيس المنتمي لتيار الوسط الجديد والنائب اليميني المنتمي إلى حزب الرئيس ساركوزي "اتحاد من أجل حركة شعبية" جاك مييار بإلغاء السهرة الرمضانية "احتراماً لمبادىء العلمانية".

من جهته قال عمدة باريس دولانويه: إنها ليست السنة الأولى التي توجه فيها الدعوة إلى ممثلي الجالية المسلمة من أجل الإفطار خلال شهر رمضان كنوع من التأكيد على احترام فرنسا للديانة الإسلامية التي تعد ثاني أكبر الديانات انتشاراً فيها، وللتأكيد أيضاً على أن فرنسا سوف تبقى دائماً بلد الحرية التي يمكن للجميع التعايش على أراضيها في سلام. ولكن هذه هي المرة الأولى التي توجه فيها بلدية باريس دعوة مفتوحة تماماً لجميع الباريسيين على اختلاف دياناتهم وجنسياتهم لقضاء سهرة رمضانية عقب الإفطار، ويسترسل دولانويه: إن هذا الحدث الذي تنظمه بلدية باريس بتكلفة تقترب من المائة ألف يورو، قد جاء من منطلق ثقافي تماماً ولا يحمل أي طابع ديني. ويؤكد دولانويه على أن كل من حضر يعلم في قرارة نفسه هذا البعد الثقافي للدعوة بحيث حرص الجميع على التعريف بتقاليد بلادهم من خلال اللباس التقليدي من التنورة المغربية إلى الثوب التونسي مروراً بلباس جزر القمر التي كان حضور ممثليها كبيراً وهكذا بقية البلدان، حتى أن المشهد كان رائعاً في قاعة الحفلات بالبلدية المصنفة على أنها ضمن التراث الفرنسي.

وعلى الرغم من كافة التحفظات على الدعوة التي وجهها عمدة باريس إلا أن الباريسيين توافدوا بشكل كبير ولافت لحضور السهرة الرمضانية التي أحيتها الفنانة التونسية عبير نصراوي وفرقة "جربة العالمية". أما الإفطار الرمضاني في بلدية باريس فقد حرص منظموه على تقاسم اللبن والتمر والحلويات الشرقية والفرنسية واحتساء الشاي الأخضر بالنعناع.