عصفت خسائر الأسواق العالمية وأحداث سيناء ومحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك بالأسهم المصرية خلال شهر رمضان لتخرج البورصة من الشهر خاسرة ما يقارب 27 مليار جنيه (4.49 مليارات دولار) من قيمتها السوقية.

وقال رئيس قسم البحوث بشركة العروبة للسمسرة في الأوراق المالية حسام أبو شملة الأحداث السياسية والاقتصادية العالمية منها والمحلية أدت دورالبطولة في الهبوط بالسوق خلال شهر رمضان.

وبدأت محاكمة الرئيس المصري السابق في الرابع من أغسطس . وخلال الشهر فقدت الولايات المتحدة تصنيفها الائتماني الممتاز ?AAA? من قبل مؤسسة التصنيف الائتماني ستاندرد أند بورز في الخامس من أغسطس وأعقب ذلك اشتعال التوترفي سيناء على الحدود الإسرائيلية بعد اتهام القاهرة للقوات الإسرائيلية بقتل خمسة من أفراد الأمن المصريين في الثامن عشر من أغسطس.

وقال عبد الرحمن لبيب عضو جمعية المحللين الفنيين بإنجلترا "توقعنا بالفعل انخفاض السوق خلال شهررمضان... لكن الحدث الأهم هو اختراق المؤشر الرئيس لمنطقة الدعم الهامة عند 5800-5950 نقطة مغيرا اتجاهه قصيرالأجل إلى هابط وليؤكد اتجاهه متوسط وطويل الأجل إلى هابط أيضا."

وانخفض المؤشر الرئيس للبورصة المصرية ??‏ بنسبة 0.16 % إلى 4639.64 نقطة أمس لتبلغ خسائره 7.86 % في شهر رمضان.

ويصل إجمالي حجم خسائر السوق إلى نحو 130.6 مليار جنيه منذ بداية العام.

وكان لبيب توقع في تقرير قبل رمضان أداءً سلبيا للسوق خلال هذا الشهر وعزا ذلك إلى "أن السوق يتحرك خلال عام 2011 في اتجاه هابط."

وأضاف أنه بدراسة حركة البورصة المصرية منذ عام 2000 سنجد أن المؤشر الرئيس انخفض خلال شهررمضان في أربع سنوات بمتوسط 6.84 % وارتفع سبع سنوات بمتوسط 5.91 %.

وقال رئيس قسم التحليل الفني بشركة أصول للوساطة في الأوراق المالية إيهاب سعيد "لا أحد سينسى رمضان هذا العام. كان هناك أقل قيم تداولات في ست سنوات وفشلنا في البقاء فوق مستوى 4800 نقطة ووصل المؤشر الرئيس لأدني مستوياته في 28 شهرا."

وشهدت البورصة المصرية تعاملات هزيلة للغاية خلال شهر رمضان حيث بلغت قيم التداول في بعض الجلسات نحو 200 مليون جنيه فقط وهي الأدني منذ ست سنوات.

وبلغت قيمة التداول أمس نحو 188 مليون جنيه دون احتساب الصفقات وهو أدنى مستوى منذ 21 أغسطس 2005 عندما بلغت التداولات 184.9 مليون جنيه.

وقال العضو المنتدب لشركة بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار محسن عادل "الحذر والخوف لدى المتعاملين أدى لإنكماش حاد في السيولة خلال شهر رمضان. وجعل الأفراد يسيطرون على التعاملات بالسوق والقيام ببعض المضاربات على الأسهم الصغيرة والمتوسطة".

واتفق معه عيسى فتحي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الأوراق المالية في أن "الأفراد هم المتحكمون بالسوق الآن. المؤسسات أصبحت مهيضة الجناح. تعاملاتها تتسم بالضعف أمام الأفراد."