في الوقت الذي يطالب فيه الكثير من الشباب بفتح الأماكن المخصصة للعوائل فقط والسماح لهم بارتيادها مع التزامهم بالنظام والأدب ومعاقبة من يخالف ذلك عوضاً عن تعميم حكم المنع على الجميع، جاء قرار إدارة مرور محافظة أبوعريش مفاجئاً لهم ومعاكساً لمطالبهم حيث منعوا السيارات التي لا تحمل عوائل من استخدام أحد أهم شوارع المحافظة الرئيسية بحجة تنظيم السير وتخفيف الزحام.

يستغرب الكثير من سكان المحافظة منع رجال المرور لهم من استخدام شارع الملك فيصل الواقع في قلب المحافظة وأحد أهم الشوارع الرئيسية فيها ووضعهم نقطة فرز للسيارات التي تحمل نساء وتمكينها من المتابعة والأخرى التي لا تحمل سوى رجال أو سائق وحيد وإجبارها على خوض مغامرة البحث عن طريق آخر، متسائلين عن نتائج هذه الحلول الارتجالية التي يسعون من خلالها إلى الحد من الزحام ضاربين بحاجة البعض الملحة لاستخدام هذا الشارع عرض الحائط.

وقال لـ"الوطن" عبدالرحمن بصيلي إن هذا الشارع كان فيه مساران وتم تغييره مؤخراً إلى مسار موحد دون استحداث طريق بديل أو داعم مما سبب لهم معاناة خصوصاً أن منزله يقع على هذا الشارع، وأن المعاناة ازدادت مع الأيام الأخيرة من رمضان بإقفال الطريق أمامهم بحجة تخصيصه للعوائل فقط مما جعله يبحث عن طرق داخلية ضيقة بديلة ويوقف سيارته بعيداً عن منزله. مضيفاً أنه حاول إقناع رجل المرور بأن منزله يقع على نفس الشارع ويبعد أمتارا قليلة عن نقطة الفرز إلا أنه امتنع عن الاستماع منه ووجهه بالاستجابة والذهاب بعيداً عن هذا الموقع ليقف هو وسكان الحي حائرين أمام هذا التصرف الغريب وغير المسؤول حسب رأيه.

ويتساءل المواطن حسن خرد عن كيفية قضاء بعض حاجياته من المحلات الموجودة على هذا الشارع الذي يقع فيه عدد كبير من المحلات التجارية وعن كيفية اتخاذ مثل هذا القرار دون وضع بدائل من قبل الجهات المسؤولة التي لم توفر ساحة مواقف ليتمكن من ركن سيارته فيها وشراء مستلزماته من المحلات الموجودة على هذا الشارع سيراً على الأقدام فضلا عن عدم تخصيص شارع بديل، مطالباً إدارة المرور بوضع حلول عملية مدروسة تخدم الجميع ولا تكون عبئاً على فئة معينة، فاستخدام الطرق حق للجميع وليس حكراً على العوائل فقط.

وفي سياق آخر أطلق مجموعة من الشباب حملة إلكترونية على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يطالبون فيها بإتاحة الأماكن المخصصة للعوائل فقط كالأسواق والمطاعم والمتنزهات ليرتادوها أسوة بالدول الإسلامية الأخرى حيث إننا البلاد الوحيدة في العالم التي تحول دون تمكن الشباب من الاستمتاع بالمرافق العامة بحجة أنها مخصصة للعائلات فقط، وأن يحسنوا الظن بالشباب ومعاقبة أي حالات فردية يصدر منها أي سلوك غير مقبول، وعدم التضييق عليهم في كل مناشط حياتهم.

واعتبرت الحملة أن تخصيص الأماكن السيئة وغير المخدومة يدفعهم إلى التردد على مقاهي الشيشة وقضاء معظم أوقاتهم فيها.